اقتربت صداقة تركيا مع الرئيس السوري بشار الأسد من نقطة الانهيار فيما يستعد وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لزيارة دمشق يوم غد الثلاثاء في جهود اللحظة الأخيرة لإقناع الأسد بمنع قوات الأمن من مهاجمة المدنيين. وحذرت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد يوم أمس الأحد داود أوغلو من أنه سيستمع إلى رد حازم بعد أن قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن وزير خارجيته سيسلم "رسالة حاسمة" لدمشق بعد أن تابع تجاهل الأسد العديد من المناشدات لوقف العنف. وقال مسؤول تركي إن داود أوغلو سيكرر النداءات السابقة. لكن المسئول لم يرغب في التطرق إلى قول ما الذي ستفعله تركيا إذا واصلت سوريا صم أذانها عن دعوات اسطنبول. غير أنه إذا عاد داود أوغلو خالي الوفاض فان أردوغان يواجه احتمال التخلي عن صداقة رعاها بعناية خلال السنوات العشر الماضية مما يترك الاسد أكثر عزلة واعتمادا على الدعم الإيراني أكثر من أي وقت مضى. وقال بهادير دينسر خبير شؤون الشرق الاوسط بمؤسسة الابحاث الاستراتيجية الدولية في أنقرة انه لا يتوقع تغييرا من جانب الحكومة السورية نظرا لتعليقات الحكومة السورية في دمشق بشأن زيارة داود أوغلو. وقال دينسر سيتعين على تركيا ان تدرس بجدية علاقاتها مع سوريا. وأضاف كانت صفحة بيضاء على مدى عشر سنوات حتى الان. التوتر الاخير حولها الى صفحة رمادية وسوف نرى غدا ما اذا كانت العلاقات ستدخل غدا مرحلة الصفحة الحمراء. وبعد ان كادت تخوض حربا في اواخر التسعينات مع سوريا لايوائها متشددين أكراد أصبحت الصداقة عنوان السياسة الخارجية لاردوغان التي تقوم على تبديد المشاكل مع الدول المجاورة. وذهب أردوغان في عطلة مع الاسد وعقدت الحكومتان اجتماعات مشتركة وأصبحت تركيا أكبر شريك تجاري ولم تعد هناك تأشيرات دخول بين الجارين وحاولت تركيا الوساطة في اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل. وفترت العلاقة مع سوريا عندما حاول أردوغان تشجيع الاسد دون جدوى على اجراء اصلاحات ديمقراطية وانهاء الحكم القمعي للحزب الواحد الذي يمارسه حزب البعث.