أشارت تقارير من مخيم عين الحلوة قرب صيدا، الذي يعتبر أكبر التجمعات الفلسطينيَّة في لبنان، أنَّ اشتباكات عنيفة تتواصل منذ ساعات بين مسلحين من حركة فتح من جهة، ومجموعات تابعة لتنظيمات مسلحة، على رأسها "جند الشام،" مع دعم من "عصبة الأنصار،" أدّت إلى مقتل شخص وجرح سبعة مساء السبت. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسميَّة أنَّ المعارك تشهد اشتباكات بالأسلحة الصاروخيَّة والرشاشة يسمع دويها في أنحاء المخيم. وبحسب الوكالة، فإنَّ المعارك تدور على محورين، الأول في منطقة "الشارع الفوقاني" في حي الصفصاف، والثاني عند جامع خالد بن الوليد، كما أشارت المعلومات إلى أنَّ القتيل هو طفل. وكان التوتر في المخيم قد بدأ منذ أيام، بعد الحديث عن عبوة ناسفة كانت تحضّر لاستهداف قيادي في فتح، وقد وقع تبادل لإطلاق النار الجمعة، أدّى إلى جرح العنصر في "جند الشام"، محمد عبدالقادر. ولفتت وكالة الأنباء اللبنانيَّة إلى أنَّ المعلومات المتوافرة تُشير إلى أنّ عائلة عبدالقادر "عمدت إلى إشعال إطارات مطاطية داخل المخيم، وحاول عناصر من فتح منعهم، فتطور الإشكال إلى إطلاق نار بالأسلحة الصاروخيَّة والرشاشة بين الطرفين، من قبل فتح من جهة، وجند الشام وعناصر من عصبة الأنصار من جهة ثانية". وقد أدّت المواجهات القاسيَّة إلى توتر أجواء مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، والملاصقة للمخيم، ما أدّى إلى خلو الشوارع من السيارات والمارة. وتوّجه عدد من سيارات الإسعاف من صيدا باتجاه عين الحلوة، وجرى نقل عدد من الجرحى إلى المستشفى الحكومي في المدينة، بينما ناشد رجال الدين عبر مساجد المخيم جميع المتقاتلين بوقف إطلاق النار "إكرامًا لشهر رمضان". وقد وضع الجيش اللبناني في حالة استنفار وجهوزية، واتخذ إجراءات أمنيَّة مشدّدة في محيط مداخل المخيم، حيث منع الدخول إليه والخروج منه، حفاظًا على السلامة العامة. وكانت حركة فتح قد أعلنت عن محاولة لاغتيال قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" في لبنان، محمود عبد الحميد عيسى، الملقب "اللينو"، عبر قيام شخصين من "جند الشام" بزرع عبوة ناسفة على طريق يسلكها.