رحّب حزب غد الثورة بالوثيقة التي أطلقها الدكتور أيمن نور، زعيم الحزب، بشأن التنسيق بين القوى الفاعلة في ثورة يناير، للتوافق حول مبادئها في إطار وثيقة جامعة، كما ثمّن موقف بعض الأحزاب والقوى الثورية بشأن الوثيقة. وقال الحزب في بيان ل"المصريون" إن الخطوط العريضة "الأولية" لوثيقة وطنية مطلوبة وتتوافق مع ما سبق وأن دعا إليها الحزب منذ قيام الثورة، بل قبلها، منذ دعوته للحملة الوطنية "ضد التوريث" التي تحولت لاحقًا للجمعية الوطنية للتغيير، وكذلك عند دعوته واستضافته للبرلمان الشعبي "برلمان الثورة" الذي كان أحد المحطات الهامة والأخيرة في الدعوة لثورة يناير. مؤكدا أن الدعوة تتوافق مع أهداف وثائق أخرى سبق أن شارك "غد الثورة" في التوافق حولها وأبرزها إعلان القاهرة وميثاق الشرف الذي طرحه، وكذلك موافقته – بتحفظ - على مبادئ إعلان بروكسل. وأضاف الحزب أن الاصطفاف حول راية 25 يناير لا يعنى أبدًا العداء ل 30 يونيو التي يراها حزب غد الثورة غضبًا شعبيًا مشروعًا كان ينبغى على الجميع الالتزام بمطالبه،وعدم الذهاب بعيدًا عنه،بمسارات أخرى مغايره لما خرجت من أجله الجماهير في 30/6. واعتبر "غد الثورة" أن التوافق حول المسار الديمقراطى، والضوابط الحاكمة للدولة المدنية، وقيم العدالة، والمساواة، واحترام حقوق الإنسان،والتسامح، والتعايش،هى المقاييس والمعايير التي يجب أن تجمع ولا تفرق، مهما كانت درجة الخلاف، أو الاتفاق حول الماضى. وقدر الحزب ما ورد بشأن الاعتذار المتبادل، بين قوى الثورة، عن أخطاء وقع فيها الجميع، (وكما ورد في بيان القاهرة) أخطأ الجميع، كلنا أخطأنا، وخطأ الكبير كبير، وخطأ الصغير صغير، والنقد الذاتى يصب في عافيه الوطن ويؤمن مستقبله من تكرار الأخطاء.. وأوضح أنه نظر الحزب بعين القلق تجاه، ما يتعرض له الوطن من مخاطر واسعة واختلال يهدد حياة الناس ومصالحها وتؤثر على المستقبل، ويرى أن مثل هذه الوثيقة ينبغى أن تنصرف للمستقبل أكثر من الماضى، وتتجه للمتفق عليه بهدف توسيعه، وتدير مرحلة الخلاف بين القوى الوطنية بما يحفظ فرص التواصل واحترام الآخر والقبول بالاختلاف. وناشد الحزب كل الأطراف، وفي مقدمتها الإعلام بالمزيد من الموضوعية، والحياد، وإعمال العقل، وعدم إذكاء أجواء الاحتراب والعنف. وثمن الحزب مواقف بعض الأحزاب، والحركات الثورية، والشخصيات العامة، مثل مصر القوية، والوطن، وحركة 6 أبريل، جبهة التحرير، وحزب التغير – وغيرها – من الأحزاب، والقوى، والشخصيات، التي تفاعلت مع فكرة الحوار مبدئياَ، فيما ينبغي أن تكون عليه الوثيقة المطلوبة. وأبدى الحزب دهشته، من ردود أفعال، مغايره، بدت مدهشة لرفضها الحوار من حيث المبدأ، وتعلل بعضها بأسباب، لا تتفق مع طبيعة الدعوة للحوار، فالبعض أشار لرفض الوثيقة التي لم تولد بعد، مشيعاَ أنها معدة مسبقاَ، والبعض قرر أنها "مبادرة" رغم نفي مقدم الدعوة هذا، والبعض الأخير أدعي أنه يعلم الغيب، وأتهم الداعي، أن دعوته جاءت بالتنسيق مع أطراف بعينها، رغم ما سبق، وأن أعلنه مراراَ، وتكراراَ، أنه لم يتواصل مع تيار بعينه، بل مع الجميع. وأشار إلى استهداف بعض وسائل الإعلام في عرضها للدعوة التي أطلقها الدكتور أيمن نور، لإجهاض الفكرة بإشاعة معلومات غير متوافقة مع ما أعلنه الداعي في دعوته، واستهدفت الإساءة، لإرهاب أي أصوات عاقلة، تدعوا لوحدة الصف، والتعايش بين مكونات هذه الأمة، وحقن الدماء، والاصطفاف حول القيم لا الأشخاص.
كان الدكتور أيمن نور أطلق وثيقة تفهامات حول سبل الحفاظ علي مكتسبات، وقيم، واستحقاقات ثورة يناير، منها التوافق علي سبل للوصول إلى طريق الديمقراطية الحقيقية، بوصفها الطريق الوحيد، الذي يحفظ للوطن أمنه، وسلامته، في ظل دولة " مدنية " تصون الحقوق، والحريات العامة، وفي ظل تشاركية سياسية، لا تعرف الاحتكار، أو الإقصاء. كما تضمنت الوثيقة التأكيد أن التسامح السياسي لا يعني نسيان الماضي، وعدم التعلم منه، وضرورة الاعتراف المتبادل، والمتزامن بالأخطاء وإدانة كافة أشكال العنف، والإرهاب، والاصطفاف حول حق الشهداء، في كافة المراحل من قيام الثورة، وللآن، من كل الطوائف، والأطياف، فكل الدم المصري حرام. ورفعت راية التوافق، بين قوي ثورة يناير( بمراحلها، وموجاتها المختلفة ) علي شكل الحاضر والمستقبل، دون المساس بحق التنوع، والاختلاف،بين مواقف القوي المدنية، وغيرها من قوي يناير.. والعمل علي وقف التشابكات الإعلامية، والبعد عن منطق التخوين، أو التشويه، الذي يعمق الشروخ في جسد الحركة الوطنية المصرية، ولا يفيد غير خصومها. كما شملت اعتبار هذه العناوين مدخلاَ، لإسهام كافة أطراف، وشركاء يناير، في وضع تفاصيل الوثيقة التي تنظم العلاقات البينية، وتوحد ما تفرق.