يستعد فريق المغرب التطواني لافتتاح بطولة كأس العالم للأندية بمواجهة أوكلاند سيتي، وسط مقارنة بينه وبين فريق الرجاء الذي بلغ نهائي البطولة العام الماضي، ما جعل المغرب التطواني مطالبا ببلوغ المربع الذهبي على الأقل . يرفع الستار يوم الأربعاء (العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2014) عن فعاليات بطولة كأس العالم للأندية التي يستضيفها المغرب إلى غاية العشرين من الشهر الجاري. ويلتقي فريق تطوان أتلتيك المغربي أو المغربي التطواني ممثل البلد المضيف مع أوكلاند سيتي النيوزيلاندي في مباراة الافتتاح على ملعب "الأمير مولاي عبد الله" في الرباط، لتكون ضربة بداية متوسطة المستوى ببطولة يصفها الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأنها أقوى "بطولة للأندية" في العالم. فهي تضم أبطال الاتحادات القارية الستة إضافة إلى فريق الدولة المضيف. وإلى جانب المغرب التطواني وأوكلاند سيتي، هناك أربعة فرق تخوض باكورة مشاركاتها في هذه البطولة وهي سان لورنزو الأرجنتيني بطل كأس ليبرتادوريس، وكروز أزول المكسيكي بطل كونكاكاف، وويسترن سيدني وندررز الأسترالي بطل آسيا، عطفا عن ريال مدريد المتعطش إلى لقب بطولة الأندية التي لم يفز بها يوما. وبوجود الريال المتألق أوروبيا من الصعب جدا انتظار مفاجأة على مستوى التتويج غير النادي الملكي الذي يطمح إلى تتويج موسم استثنائي فاز فيه بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا معا. وبالتالي ستنحصر التكهنات بشكل أساسي حول من سيصعد إلى النهائي من بين الفرق الستة المتبقية. ويشارك المغرب التطواني الفائز بلقب الدوري المغربي العام الماضي في هذه البطولة لأول مرة في تاريخه، في وقت يتم تشبيهه بفريق الرجاء البيضاوي الذي تأهل إلى نهائي النسخة السابقة من البطولة التي نظمت أيضا في المغرب. فالمغرب التطواني سيبدأ مشواره أمام أوكلاند سيتي تماما مثل ما حصل مع الرجاء البيضاوي في مباراة الافتتاح في البطولة السابقة. كما أنه يعاني محليا من التراجع ذاته الذي مر منه الرجاء قبيل انطلاق البطولة، لكنه رغم ذلك صعد إلى نهائي البطولة أمام بايرن ميونيخ الألماني. "التطواني" يحتل اليوم المركز التاسع في الدوري المحلي برصيد 14 نقطة من مجموع 11 مباراة بعدما فشل في تحقيق الفوز في آخر خمس مباريات خاضها، مكتفيا بثلاثة تعادلات وهزيمتين. وكل هذه المعطيات تجعل بطل الدوري المغربي للعام الماضي أمام ضغوط جماهيرية لتحقيق الإنجاز ذاته الذي حققه الرجاء البيضاوي مطالَبا ببلوغ المربع الذهبي على الأقل. بيد أن دانيال زيويو، عضو مجلس إدارة نادي المغرب التطواني، نفى في حوار معDW عربية من أن تشكل المقاربة بين الفريقين ضغطا إضافيا على فريقه، موضحا: "لا أرى في وصول فريق الرجاء إلى نهائي بطولة كأس العالم للأندية ضغطا علينا، بل هو حافز بالنسبة للاعبينا من أجل السير على خطى الرجاء الذي لم يكن أحد يرشحه قبل انطلاق البطولة للعب المباراة النهائية"، وتابع: "طموحنا كبير، فهدفنا هو الذهاب أبعد ما يمكن في هذه المنافسة، لكن لا نريد أن نفكر في كل مباراة على حدة. وهو ما قام به فريق الرجاء في النسخة السابقة من المسابقة". من جهته، يؤكد الإعلامي والمحلل الرياضي هشام رمرم في حوار لDW عربية، أنه وبفعل تواصله مع لاعبي المغرب التطواني لمس أن "معنويات الفريق مرتفعة جدا وأن اللاعبين يرون أن تراجع مستواهم في الدوري عادي جدا بحكم تركيزهم الكبير على بطولة كأس العالم للأندية، وخوفهم من الإصابات التي قد تحرمهم من المشاركة". ويقول هشام رمرم أنه وفي ظل إعطاء الأولوية كاملة للموندياليتو فإنهم "يختزنون قدراتهم" إلى حين إطلاق صافرة الافتتاح. وللمفارقة أيضا، فإن المهاجم محسن ياجور الذي تألق بشكل لافت العام الماضي في صفوف الرجاء وأحرز أحد هدفي الفريق أمام أوكلاند (2-1) هو أيضا من سيقود المغرب التطواني، ويعتبر هشام رمرم أن مشاركة ياجور "مهمة" جدا، لما يتمتع به اللاعب من خبرة استمدها من مشاركته "في مونديال الشباب بهولندا 2005 ، إضافة إلى خبرته على مستوى المنتخب وبصفوف الرجاء البيضاوي والوداد". ولم يستبعد رمرم أن يكون محسن ياجور مفتاح الاندماج بالنسبة لزملائه. أما ياجور فنقلت عنه فرانس برس ( أ ف ب) قوله: "يملك المغرب التطواني ما يكفي من الإمكانيات لتخطي أوكلاند سيتي، لم نبلغ البطولة صدفة بل نتيجة موسم شاق وعمل جاد توج بنيل لقب الدوري المغربي. إذا على الجميع احترامنا على الرغم من أننا نشارك للمرة الأولى في كأس العالم للأندية"، ثم أضاف: "مباراة الافتتاح مصيرية، لأن المنهزم سيغادر البطولة، وفي حال تجاوزنا الدور الأول، أؤكد أننا سنكون مفاجأة هذه الدورة". في المقابل يشارك أوكلاند سيتي في البطولة العالمية للمرة السادسة في ظل هيمنته على لقب اتحاد الأوقيانوسية في السنوات الأخيرة ضمنت له أقسى عدد المشاركات في الموندياليتو. ورغم ذلك، طالما صنف الفريق النيوزيلندي ضمن الفرق الأضعف في البطولة، لأنه قادم من منطقة (أوقيانوسي) تشهد منافسة بين فرق بمستويات ضعيفة، ولهذا يصف المحلل الرياضي هشام مرمر مستواه ب"العادي جدا". ولم يفز أوكلاند سيتي سوى في مباراتين من مجموع ست مباريات خاضها في مشاركاته الخمس في مونديال الأندية. بينما يراهن المدير الفني لأوكلاند، رامون تريبوليتكس، على نجم إيفرتون الإنجليزي السابق جون إيرفنغ وزميله آنخل بيرلانغا لحسم موقعة الأربعاء التي يراد منها أن تتحول إلى نقطة انطلاق نحو المربع الذهبي. ولم يخف تيم باين لاعب وسط فريق أوكلاند خشيته من جمهور المغرب التطواني بالدرجة الأساسية، لما سيقدمه من "شحنة هائلة للفريق ...لكنها مباراة واحدة، وكل شيء ممكن"، يقول اللاعب. ويذكر أن الفائز من هذه المباراة سيواجه بطل إفريقيا وفاق سطيف الجزائري في الدور ربع النهائي السبت القادم.