الربع الأخير من 2014 تعددت السبل والانتحار واحد شنقًا، قطعًا للشرايين، أو رميًا من أعلى الشرفة أو كوبري، أو أمام قطار.. تعددت السبل والأسباب والانتحار واحد، في مصر الانتحار يراه الكثيرون حلًا وتعتبر سنة 2014 هي شاهد إثبات على أعداد الانتحار في مصر. تزايدت أعداد من فقدوا الأمل في العيش أي القائمين على "الانتحار" في الربع الأخير من السنة الجارية لتسجل من شهر سبتمبر تحديدًا يوم 5 سبتمبر، حيث انتحر شاب يدعى مصطفى محمود، 28 عامًا، بمحافظة المنوفية، عن طريق قطع شرايين يده اليمنى بشفرة حلاقة داخل حجرة منزله، حيث كان يعانى مرضًا نفسيًا، وسبقت له محاولة الانتحار في العام الماضى، حسبما ذكرت تحقيقات النيابة حينها.،و في الشهر ذاته –سبتمبر-، انتحرت طفلة تدعى رحمة عماد عقيلة، 12 عامًا، بشنق نفسها على حبل معلق بشجرة بجوار منزلها، ويوم 8 سبتمبر، أطلق طالب، يدعى ممدوح فراج، 18 عامًا، النار على نفسه من بندقية آلية، لمروره بأزمة نفسية، بعد تكرار رسوبه في امتحان الثانوية العامة، ويوم 18 سبتمبر، انتحرت ربة منزل، تدعى منى فوزى حسن، 27 عامًا، شنقًا، بمدينة العدوة، بسبب تعرضها لأزمة نفسية نتيجة خلافات حادة مع زوجها،لتكتمل تلك الأعداد في محافظة المنيا فقط لتحتل صدارة معدلات الانتحار. و شهد يوم 20 سبتمبر، أقدمت سيدتان على الانتحار بمدينة مغاغة بالمنيا، إحداهما بسبب مشاجرة وقعت بينها وبين والدها، والأخرى حزنًا على زوجها، ويوم 24 سبتمبر، ألقت ربة منزل، تدعى صفاء، 32 عامًا، بنفسها أمام القطار، بعد مشاجرة مع زوجها، بسبب سوء الظروف المعيشية، وبعدها بيوم واحد، انتحر شاب، يدعى على محمد أحمد، 27 سنة، بإطلاق النار من بندقية داخل فمه. أما يوم 24 سبتمبر، وفي محافظة الدقهلية، انتحر شخص يدعى صلاح سامى أحمد، 40 سنة، عامل بأحد المساجد، شنقًا، تاركا ورقة يعترف فيها بأنه انتحر، دون أن يحدد السبب. وفي أحد المصانع بمدينة السلام، ذكر شهود عيان أن موظفًا ألقى بنفسه من الطابق العلوى للمصنع الذي يعمل به،و على بعد مسافة ليست بقليلة تحديدًا في مدينة بدر، ألقى سائق بنفسه من الطابق السابع لأحد المصانع، بعد ضبطه متلبسا بالسرقة، أما محافظة السويس فسجلت ح التي انتحار لشابين بسبب الظروف المادية والبطالة. و شهد شهر نوفمبر 4 حالات وفاة حيث كان أشهرهم هو إقدام شاب في العقد الثالث من عمره على الانتحار شنقًا بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية. و الأشهر في 13 نوفمبر انتحار الناشطة زينب المهدي فتاة في مقتبل العمر قررت الانتحار بسبب سوء حالتها النفسية، هي الناشطة السياسية التي كانت عضوًا بالحملة الرئاسية للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، في انتخابات الرئاسة عام 2012، قررت أن تنهى حياتها شنقًا في منزلها، درست بجامعة الأزهر ونشأت في بيئة دينية وانضمت لجماعة الإخوان المسلمين، ثم انشقت عنها إبان ثورة 25 يناير، لم تكن الشابة المنتحرة راضية عن الوضع في مصر حيث كتبت آخر تدويناتها على "الفيس بوك" قبل الانتحار: "تعبت استهلكت مفيش فايدة، كلهم ولاد كلب وإحنا بنفحت في مياه". وروى أحد زملائها بعد انتحارها، قائلًا: "إنها كانت تمر بظروف صعبة خلال الفترة الماضية، وإنها أخبرته باعتزامها الانتحار إلا أنه لم يأخذ كلامها على محمل الجد" لكنها التزمت بقرارها وأقدمت على الانتحار. أما في ديسمبر والذي في أوائل أيامه وتحديدًا في 48 ساعة شهد 4 حالات انتحار، حالتان لم يلحقهما أحد والأخريان تم إنقاذهما ففى القاهرة انتحرت فتاة من أعلى كوبرى قصر النيل داخل المياه، وجرفتها الأمواج، وانتقل على الفور رجال شرطة المسطحات المائية للبحث عنها وانتشال جثمانها، وتبين من خلال الشهود أعلى الكوبرى وجود إحدى صديقاتها التي أكدت أنها تدعى "س.خ" 19 سنة ومقيمة بمنطقة السيدة عائشة، وتعانى من حالة نفسية سيئة خلال الفترة الأخيرة، فأقدمت على الانتحار.
في منطقة الدقي شنق شاب نفسه يمر بأزمة نفسية، حيث استخدم "ملاية سرير" ولفها حول رقبته ثم ربطها ببلكونة الشقة وقفز ليفارق الحياة، وحاول أفراد أسرته والجيران إنقاذه بعدما شاهدوا جثته تتدلى بالشارع، إلا أنه كان قد فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، وخشية تشريح جثته غادر أفراد أسرة المنتحر بجثته المستشفى قبل توقيع الكشف الطبى عليه واتخاذ الإجراءات الأزمة لتشريحه، وعادوا به إلى الشقة التي شهدت الحادث. وكشفت تحريات رجال المباحث أن المنتحر كان يمر بحالة نفسية سيئة في الآونة الأخيرة وحاول الانتحار سابقا عدة مرات، وكشفت التحريات أيضا أنه لا ينتمى لحركة 6 إبريل كما أشيع عنه، وليس له نشاط سياسى. أما على مسافة ليست ببعيدة في شارع إيران بمنطقة الدقى أقدم أحد المقيمين بالطابق الرابع بعقار مكون من 5 طوابق يدعى "إ.م" تتدلى جثته من بلكونة الشقة، فأسرعوا إلى الشقة في الوقت الذي اكتشف فيه شقيق المنتحر ووالدته الحادث، فحاولوا إنقاذه، وتم نقله إلى المستشفى إلا أنه كان قد فارق الحياة. أما الحالات التي نجح رجال الأمن في إنقاذها من الانتحار كانت أولها في مبنى محافظة القاهرة بمنطقة عابدين في إنقاذ سيدة حاولت الانتحار وإلقاء نفسها من الطابق العاشر بالمبنى، حيث تم التفاهم معها من قبل رجال الإنقاذ المدنى وإنزالها من شباك المبنى وتبين أن لديها قطعة أرض بطريقة "وضع اليد" في منطقة السيدة زينب منذ سنوات، وقررت المحافظة انتزاعها منها بالقوة لكونها أملاك دولة، فتوجهت لتهدد بالانتحار. وفي المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرة بالجيزة، حاول أحد طلاب كلية التجارة بجامعة القاهرة، الذي يقطن المدينة الجامعية بمنطقة بين السرايات، شنق نفسه ب"حبل غسيل"، حيث رآه الطلاب معلقًا بإحدى شرفات المبنى الذي يسكنه، وتم نقل الطالب لمستشفى الطلبة بعد أن أنقذه عدد من زملائه الطلاب.