أثار إعلان عدد من السفارات إغلاق مقارها فى القاهرة وتوجيه تحذيرات لرعاياها، تساؤلات عديدة من كثيرين خاصة أن الإعلان عن إغلاق السفارات لم يعقبه تفاصيل عن الأسباب والدواعى التى أدت إلى ذلك. واعتبر عدد من المحللون والخبراء الأمنيين أن السبب وراء إغلاق تلك السفارات مقارها هو اقتراب الاحتفالات بأعياد الميلاد وما وجهته تنظيم الدولة الإسلامية من تهديدات لتلك الدول بتنفيذ مخططات تستهدف سلامة رعاياها. قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التحذيرات التى تطلقها السفارات الأمريكية والاسترالية وغيرهما هى طبيعية بعد التهديدات التى وجهها التنظيم الإرهابى "داعش". وأكد اللاوندي" فى تصريحات ل"المصريون" بأنه على الرغم من أن "داعش" صناعة أمريكية لكنه خرج عن سيطرتها مما أدى إلى انقلاب السحر عليها، قائلًا:"انقلب السحر على الساحر"، موضحًا أن هذه التهديدات تأتى ردًا على ما تفعله قوات التحالف الدولى ضد التنظيم الإرهابى من هجمات فى العراق. وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن التحذيرات التى أعلنتها سفارة استراليا بعدم ذهاب رعاياها إلى محافظة شمال سيناء لأن سيناء لم يصلها الأمن والأمان بعد وهذا ما يعمل عليه الجيش منذ فترة بإنشائه للمنطقة العازلة وتصفية الإرهابيين هناك. من جانبهم رأى عدد من الخبراء الأمنيين أن إغلاق السفارات قد يتزامن مع اقتراب الاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية وما سبقها من تهديدات من الدولة الإسلامية "داعش" بتنفيذ مخطط لاستهداف رعايا أجانب. وقال اللواء حمدى البطران خبير أمنى، إن إعلان إغلاق سفاراتى كندا وبريطانيا وتحذير كل من استراليا والولايات المتحدة لرعاياهما جاء فى اعتقاده بسبب اقتراب موعد أعياد الميلاد نهاية ديسمبر لاسيما فى الوقت الذى يشهد تزايد التهديدات الأمنية من قبل العناصر الإرهابية فى المنطقة و تصاعد هجماتها. ورجح "البطران" معاودة تلك السفارات لأنشتطها المختلفة فى الوقت القريب بعد انتهاء الاحتفالات بأعياد الميلاد . من جانبه اعتبر اللواء محمد نور الدين خبير أمنى، أن من حق هذه السفارات إغلاق سفارتها دون أبداء أى أسباب حيث إن السفارة تعتبر أرضًا لهذه الدولة وقد يكون سبب الإغلاق نتيجة معلومات وصلت لهذه الدول من تهديدات لها أو معلومات تصلها عن جماعات متطرفة لذلك فضلت إغلاق مقرات سفاراتها حماية لأمنها وأمن موظفيها. واستبعد "نور الدين" أن يكون للداخلية المصرية أى علاقة من قرار الإغلاق من عدمه، حيث إنها تتدخل معها فقط من خلال عمليات التنسيق مع الوزارة فى تأمين السفارات دون التدخل فى أى قرار لتلك السفارة. من جهته قال السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار بعض السفارات الأجنبية بتعليق أعمالها أو غلقها فى القاهرة يعنى أن العالم أدرك أخيرًا أن مصر توجد فى عين العاصفة الإرهابية التى تهدد المنطقة. وأشار إلى أن قرارات التعليق أو الغلق أو حتى التحذيرات تشير إلى أنها استقبلت التهديدات باستهداف مقر بعثاتها مما يعنى أنها اتخذت قرارًا بالغلق لحين زوال الخطر. ولفت" اللاوندي" إلى أن الأمر غير مقتصر على مصر بل أن القاهرة هى الأقل فى ترتيب العواصم الأكثر خطورة فى المنطقة، مستدلا على ذلك باستهداف منزل السفير الإيرانى فى صنعاء الأسبوع الماضي، أو ليبيا التى باتت على حد قوله معقلا لقيادات التنظيمات الإرهابية. على جانب آخر اعتبرت حركة شباب ضد الانقلاب، أن التطورات الأخيرة على الساحة المصرية وقرار عدد من الدول الغربية المؤيدة للسلطة تعليق العمل وغلق سفاراتها فى القاهرة، أو بنصح رعاياها بتوخى الحذر أو عدم السفر للقاهرة ينذر بتنفيذ أى مخطط من شأنه تأجيج فتن أو إنفاذ أعمال عنف أو ارتكاب جرائم بحق الشعب المصرى.