"الإخوان باعونا في محمد محمود"، و"القوى التي تسمي نفسها ثورية تحالفت مع العسكر في 30 يونيو".. هي جمل يمكن لأي متابع للوضع المصري أن يلاحظهما في سياق الاتهامات المتبادلة بين القوى الثورية الليبرالية وبين شباب جماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي. وبالرغم من أن دعوات التوافق بين جماعة الإخوان والتوحد أو على الأقل تنسيق المواقف أمام النظام الحالي تشغل حيزا كبيرا من المناقشات، إلا أنه من الواضح أنها تزداد معها هوة الانقسام والفجوة الكبيرة بين الطرفين، بحسب تقرير نشره موقع الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله"، تحت عنوان "الغضب من "براءة مبارك" هل سيلم شمل الإخوان والليبراليين"؟. وأكد أحمد فهمي مدير المكتب الإعلامي لحركة "شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية" "عدم التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين أو أي تنظيمات أو تكتلات تتبعها بشأن أية تظاهرات تم الدعوة لها من قبل الإخوان خلال الأيام القادمة". فيما نقلت عن قيادي إخواني شاب، رفض ذكر اسمه بناء على طلبه، أن "الهوة مستمرة ولن يمكن التوافق في الوقت الحالي"، مضيفًا أن "التيارات الأخرى عدا الإسلاميين تواجه أزمة مصداقية بانتمائها للثورة بعدما تعاونوا مع السلطة العسكرية وتأييدهم انقلاب يوليو 2013 ومساره السياسي وصمتهم على عمليات القمع والقتل للإسلاميين"، حسب تعبيره . ووصف سامح راشد الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" ردود الفعل على حكم براءة مبارك ب"المتواضعة"، وأنها "أقل مما كان من المفترض أن يحدث ردا على هذا الحكم المهم".
وفي تحليله لتواضع ردود الفعل قال "إنه حدثت حالة تبريد للحس الثوري والغضب الشعبي لدى المصريين تجاه نظام مبارك، وعلى مستوى القوى السياسية حدث تشكيك وانقسام جعل التوافق وتنسيق المواقف بشأن أي قضية أمر صعب على الأقل في الفترة الحالية، وبالتالي تراجع تحميل مبارك ونظامه المسئولية عما آلت إليه الأحوال في مصر خاصة بعد استحداث كوارث وتطورات لا تقع مسئوليتها ظاهريا على نظام مبارك". في المقابل رأى الدكتور سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة كاليفورنيا ميرامار أن "بعض القوى السياسية تريد أن تستغل الحكم لإحداث حالة من الفوضى لكنها لن تستطيع فعل أي شيء، ولن تحدث ثورة ثالثة، لأن النظام الحالي أصبح مسيطرا، كما أن الشعب مل من الثورات، كما أن الإعلام الذي يسيطر عليه النظام شوه ثورة 25 يناير ورموزها". ورأى صادق أن البيان الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي حول أن مصر "تتطلع نحو المستقبل ولا يمكن أن تعود أبدا للوراء"، هو "محاولة لتهدئة الشارع"، مشيرا إلى أن السيسي "ظهر كأنه يريد أن يقول إن مبارك أصبح من الماضي وانتهى وعلينا أن نفكر في المستقبل ونتطلع للأمام". أما القيادي الإخواني، فيرى أن "السيسي منتم لمبارك ونظامه ويتعامل بوضوح ضد ثورة يناير بدليل أن رموز ثورة يناير إما معتقلين أو قتلى أو مطاردين أو لايستطيعون التحدث خوفا من الاعتقال"، حسب كلامه.