عاد هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، الذي ظهر إبان ثورة 25يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، ليتردد صداه بقوة بين المتظاهرين الذين تجمعوا على مشارف ميدان التحرير اليوم، احتجاجًا على تبرئة الرئيس المخلوع ورموز نظامه في قضية قتل المتظاهرين. ويأتي عودة الهتاف ليبرز حجم الغضب المتصاعد بين قطاع كبير من المصريين تجاه السلطة الحالية، عقب الحكم الصادر ببراءة مبارك، والذي يسدل الستار على القضية المعروفة إعلاميًا ب "محاكمة القرن"، بعد أن تم تبرئة جميع المتهمين في قضايا مماثلة على مدار السنوات الثلاث الماضية. كما عاد هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر"، الذي ردده المشاركون في أحداث محمد محمود في نوفمبر 2011، والذي تحول إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" إلى "يسقط يسقط حكم المرشد"، في إشارة إلى تحكم مكتب إرشاد الجماعة بقيادة المرشد العام محمد بديع في إدارة شئون البلاد وقتذاك. فعلى الرغم من أن هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" لم يغب كثيرًا فعقب سقوط الرئيس المعزول مرسى عقب بيان الجيش في الخروج عليه يوم 3يوليو 2013، حضر الهتاف في تظاهرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في مختلف المسيرات التي خرجت طيلة العامين الماضيين، لكنها المرة الأولى التي يتردد فيها الهتاف على مشارف ميدان التحرير. ودعا أحمد البقري رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر، جميع القوى الثورية إلى التوحد والنزول إلى ميدان التحرير لإعادة الثورة إلى مسارها الصحيح، قائلاً "فلننبذ الخلافات ونجتمع لنسترد حق من ماتوا لأجل حياة كريمة نستحقها". وقال البقرى "بسم الدماء التي سالت، والأرواح التي أزهقت، والآمال التي على أيدي العسكر تحطمت أناشدكم إلى الوقوف على قلب رجل واحد لإسقاط حكم العسكر وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". وأضاف البقري "صوت أنين أم الشهيد ما زال يؤرق الثائرين فإما ثأرا يشفي الصدور وإما نقضى شهداء"، متابعًا: "أننا سنبقى أوفياء للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن. ولأننا وأرضنا والحق أكثرية، ولن نترك حق الشهداء حتى تحقيق القصاص من مبارك وكل أركان نظامه". ووصف زيزو عبده، القيادي بحركة "6إبريل"، النظام الحالي وجهازه الأمني بأنه "قائد الثورة المضادة بالتعاون مع بعض رجال الأعمال"، موضحًا أن "الأعداد التي نزلت اليوم خرجت بشكل عفوي للتعبير عن غضبها عما وصلت إليه البلاد بعد مسلسل البراءة للجميع ممن أفسدوا الوطن وجرفوه على مدار عقود وقتلوا خيرة شبابه". وأضاف أن "القوى الثورية تعرضت لضربات متتالية منذ ثورة 25 يناير من اعتقال الكثير من الشباب والزج بهم في السجون، وتشويه الآخر ما أدى إلى تقليص الفاعليات الثورية في الشوارع".