قال بيان مشترك صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها سويسرا، وجمعية الهلال الأحمر الليبي (غير حكومية)، اليوم الجمعة، إن 10 آلاف عائلة فرت من بنغازي، شرقي ليبيا، بسبب العنف. وأعرب الجانبان عن "القلق الشديد بشأن المدنيين العالقين في أتون القتال الدائر في بنغازي". وأوضحا أن "أحداث العنف أجبرت أكثر من عشرة آلاف عائلة على الفرار من بنغازي، كما أجبرت عائلات أخرى كثيرة على النزوح داخل المدينة". وحسب البيان، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، فإن المدنيين في بنغازي يعانون من النزاع المتواصل هناك في جميع جوانب حياتهم اليومية حيث "اضطربت عملية تقديم خدمات الرعاية الصحية في المستشفيات الرئيسية الموجودة في بنغازي اضطرابا شديدا بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية". وأضاف البيان أن العاملين الأجانب في مجال الرعاية الصحية غادروا المدينة حيث تعاني مرافق الرعاية الصحية هناك من نقص شديد في الإمدادات الطبية فلا يوجد أو لا يكاد يوجد أي سبيل للحصول على الرعاية الصحية. ونقل البيان عن الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الليبي، عمر اجعودة، قوله إن "القتال وصل إلى المناطق المكتظة بالسكان وبات التنقل في المدينة أمرا عسيرا للغاية إذ توجد نقاط تفتيش في كل مكان وتعاني المدينة من شح السيولة النقدية ولا توجد فيها حتى كميات كافية من المواد الغذائية الأساسية". وأشار اجعودة إلى أن "الوضع سيزداد بالتأكيد سوءا إذا تواصل القتال رغم أن المتطوعين لدى الهلال الأحمر الليبي يعملون على مدار الساعة من أجل إجلاء الجرحى ومساعدة المدنيين على الوصول إلى أماكن آمنة، لكن عملية الوصول إلى المحتاجين ساءت أكثر في الوقت الحاضر". ولفت البيان إلى سعى اللجنة الدولية للصليب الاحمر لمواجهة الطوارئ الطبية في بنغازي وفي سائر أرجاء البلاد بالشراكة مع الهلال الأحمر الليبي. ونقل البيان عن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا الذي يضطلع بعمله مؤقتا من تونس، أنطوان غران، بشأن ما يجري في ليبيا القول إن "اللجنة تُذكر كافة أطراف النزاع بوجوب حقن دماء المدنيين وصون كرامتهم وبضرورة تيسير عمل أفراد الطواقم الطبية وعمل متطوعي الهلال الأحمر الليبي". وأضاف غران أن اللجنة "ستواصل بذل قصارى جهدها لمساعدة ضحايا النزاع في بنغازي وفي سائر أرجاء ليبيا رغم هذه الظروف العسيرة للغاية". يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر تواصل عملها الإنساني في ليبيا عن طريق مكاتبها الأربعة الموجودة في طرابلس (وسط) وبنغازي (شرق) ومصراتة (غرب) وسبها (جنوب) ويعمل فيها 140 موظفا محليا. ولا تزال المعاناة الإنسانية للمدنيين في بنغازي مستمرة بعد أن نزح أغلبهم من المدينة إلي مناطق ومدن مجاورة بينما لجأ البعض الآخر إلي داخل مدارس تقع في أحياء لم تطالها المعارك بالمدينة. وجراء صراع مسلح بين كتائب تابعة للجيش الليبي ومتنازعه على السلطة، تستمر حالة الشلل التام في كافة أنحاء المدينة، حسب مراسل الأناضول، الذي أكد بعد جولات في المدينة أنها "خالية من المارة تقريبا عدا بعض المناطق البعيدة عن المعارك إضافة لاستمرار إغلاق الأسواق والمحال التجارية والمقار الحكومية والمصارف والمدارس والجامعات والمطار". ذلك الوضع جعل مجلس النواب الليبي (البرلمان) المنعقد بمدينة طبرق إلي إعلان بنغازي "مدينة منكوبة" وذلك في بيان له الأسبوع الماضي، مطالبا الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الليبي بتأمين ممرات آمنة للمدنيين وإغاثة الأهالي.