عاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى القاهرة، مساء يوم الخميس، قادما من فرنسا، بعد جولة أوروبية، شملت أيضا إيطاليا، حسب مصادر ملاحية تحدثت ل"الأناضول". وتعد الجولة الأوروبية التي استمرت 4 أيام، الأولى للسيسي منذ تنصيبه رئيساً لمصر في يونيو/ حزيران الماضي، وبحث خلالها ملفات عدة، أبرزها جهود مكافحة الإرهاب، والنهوض بالاقتصاد. وفي محطته الأولى بروما، أجرى السيسي مباحثات مع رئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينزي، أمس الأول الثلاثاء، تناولت عدد من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في العراقوسوريا وليبيا. كما التقي السيسي، بييترو جراسو، رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي (البرلمان)، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد بمصر (متوقعة بداية العام المقبل)، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وأثمرت زيارة السيسي لإيطاليا، عن الاتفاق على توقيع عدد من اتفاقيات للتعاون الثنائي في المجالات الأمنية والاقتصادية، حسب وزير الخارجية المصري. وقال سامح شكري في تصريحات للصحفيين على هامش لقاءات السيسي في العاصمة الايطالية، إن "الزيارة شهدت اتفاقا بين الجانبين على تدعيم العلاقات الأمنية و السياسية والاقتصادية، ومثلت فرصة للتشاور مع مجموعة من الشركات الفاعلة في ايطاليا والتي أبدت استعدادها للاستثمار في مصر، لا سيما بعد أن تأكدوا من وجود فرص استثمار واعدة، ومجزية لهم". وفي حاضرة الفاتيكان، اجتمع السيسي مع البابا فرانسيس، يوم الثلاثاء. وقال علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن الزيارة "تعكس تقديراً لمواقف البابا فرانسيس إزاء الانفتاح على الحوار مع الدين الإسلامي، والجهود التي يبذلها من أجل مكافحة الفقر والدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنساني والتنموي، بالإضافة إلى مساعيه لوقف التدخل العسكري في سوريا". وتعد زيارة السيسي إلى الفاتيكان أول زيارة لرئيس مصري منذ 8 سنوات. واختتم السيسي، زيارته إلى إيطاليا بلقاء إرثارين كازين، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في روما. وقال بيان صادر عن البرنامج الأممي، حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "كازين أطلعت الرئيس المصري على عمليات برنامج الأغذية العالمي في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى برامجه في مصر لاسيما أن برنامج الأغذية العالمي، بدأ عمله في مصر منذ عام 1968 حيث يقوم بتنفيذ مشروعات مبتكرة تستهدف فئات السكان الأكثر ضعفاً الذين يحتاجون إلى دعم إضافي". كما "أطلعت السيدة كازين الرئيس السيسي على المشروع الذي ينفذه البرنامج في مصر حول التغذية المدرسية، ويستفيد منه سنوياً أكثر من 235 ألف طفل، معظمهم من الفتيات، في المناطق الأكثر فقراً والأماكن النائية من البلاد"، بحسب البيان.
وفي ثاني محطة في جولته الأوربية، أجرى الرئيس المصري، أمس الأربعاء، مباحثات مع نظيره الفرنسي فرنسوا أولاند في العاصمة الفرنسية باريس. بعدها، قال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك إن المباحثات "عكست تقارباً" في المواقف ووجهات النظر إزاء القضايا الثنائية والدولية والإقليمية. وقام السيسي، بزيارة مجلس الشيوخ الفرنسي (الغرفة الثانية للبرلمان)، اليوم الخميس، حيث التقى "جيرار لارشيه" رئيس المجلس وعدد من الأعضاء، وأجرى معهم مباحثات تناولت مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بحسب مسؤول مصري. وقال المتحدث باِسم رئاسة الجمهورية، بأن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي "أشاد بالخطوات التي اتخذتها مصر على صعيد الإصلاح السياسي والاقتصادي"، مؤكدا "دعم فرنسا الكامل" لها. وتم خلال الاجتماع، "مناقشة تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وكذلك في منطقة الساحل والصحراء، وجهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف"، وفق المصدر ذاته. وأكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي على "تطلعه لإقامة علاقات تعاون بين مجلس الشيوخ الفرنسي ومجلس النواب المصري الجديد بعد انتخابه في الربع الأول من العام 2015"، وفق يوسف.