نشر مسؤولون في ولاية ميسوري نص الشهادة التي قدمها الضابط الأبيض “دارين ويلسون”، أمام هيئة المحلفين، بخصوص إطلاقه النار على الشاب الأفريقي الأسود “مايكل براون” (18 عاما)، في التاسع من أغسطس ، في مدينة فيرغسون بولاية ميسوري، ما تسبب في مقتله. وقال ويلسون في شهادته التي قدمها لهيئة المحلفين في سبتمبر الماضي، إنه أطلق النار على براون، لاعتقاده أنه يمثل خطرًا على حياته. ويحكي ويلسون، تفاصيل الواقعة قائًلا إنه أوقف براون وصديقه خلال دورية كان يقوم بها، لاشتباهه في قيامهما بالسرقة، تبع ذلك تقدم براون باتجاه السيارة التي يستقلها، وبدأ في ضرب بابها بعنف، ومن ثم وجه لكمة له وحاول اختطاف سلاحه، إلا أنه تمكن من التمسك بسلاحه، ومن ثم أطلق منه النار على براون بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول . وأضاف ويلسون: "براون حاول الهرب بعد ذلك وقمت بملاحقته، ثم توقف براون وتقدم باتجاهي، وهو في حالة من الغضب، ما دفعني لإطلاق النار عليه عدة مرات، لاعتقادي أنه يمثل تهديدًا على حياتي". وكان المدعي العام في ولاية ميسوري التي شهدت الواقعة، قد استخدم، خلال إعلانه مساء الاثنين قرار هيئة المحلفين عدم توجيه اتهام لويلسون، لغة شبيهة بتلك التي استخدمها ويلسون، في إفادته، كما أشار إلى وجود تناقضات في أقوال شهود الواقعة. وتحولت المظاهرات التي كانت تشهدها مدينة فيرغسون إلى أعمال عنف بعد صدور قرار هيئة المحلفين بعدم توجيه اتهام ل”ويلسون”، حيث أشعل المتظاهرون النيران في عدد من عربات الشرطة، والسيارات المدنية، والمحلات التجارية، كما قاموا بنهب بعض المحال، ولم تتمكن فرق الإطفاء من التوجه إلى أماكن الحرائق بسرعة بسبب الأوضاع الأمنية. واستخدم رجال الشرطة الغاز السيل للدموع لتفرقة المتظاهرين، وسمع من حين لآخر دوي إطلاق نار، لم يعرف مصدره وما إذا كان تسبب في سقوط ضحايا أم لا. وأعلن وزير العدل الأمريكي إريك هولدر، في بيان صدر عقب صدور قرار هيئة المحلفين، أن التحقيق الفيدرالي حول مقتل “براون”، سيستمر حتى بعد صدور القرار، كما سيستمر التحقيق في ادعاءات استخدام شرطة فيرغسون إجراءات مخالفة للدستور، وأشار البيان إلى أن التحقيق الفيدرالي يتم بشكل منفصل عن التحقيق المحلي. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مؤتمر صحفي عاجل بواشنطن، عقب صدور قرار هيئة المحلفين، الشعب الأمريكي إلى الهدوء، والتظاهر السلمي. وقالت عائلة القتيل في بيان لها عقب إعلان قرار هيئة المحلفين، "لقد خاب ظننا بشكل فظيع لأن قاتل ابننا لن يواجه عواقب أفعاله"، داعية في الوقت نفسه المتظاهرين إلى التهدئة بالقول "نحن نطلب منهم (المتظاهرين) التنفيس عن إحباطهم بطرق تؤدي إلى التغيير الإيجابي، نحن بحاجة للعمل سويًا على إصلاح النظام الذي سمح لهذا (القتل) بأن يحدث".