أعرب مراقبون خليجيون عن صدمتهم، من إعلان الإمارات أنه لم يكن لديها سفير لدى قطر، قبل قرار سحب السفراء الخليجيين من الدوحة بنحو ثلاثة أشهر. وأبدى هؤلاء دهشتهم من أن أبوظبي، لم تعلن ذلك في حينه، بل وأقنعت الرياض وعلى غير الحقيقة بأنها سحبت سفيرها بالفعل مع السعودية، وهو ما اعتبره المراقبون مؤشرا على الكثير من الأمور الغامضة وراء هذا القرار والترتيبات التي سبقته. وكانت صحيفة "الخليج" الرسمية الإماراتية، قد اعترفت بعدم وجود سفير للإمارات في الدوحة قبل فترة طويلة، وقال رئيس تحرير "الخليج" حبيب الصايغ في خبر بأسمه على صدر صفحتها الأولى اليوم السبت: أن «سفير الإمارات السابق بالدوحة قد نقل إلى صربيا قبل إجراء سحب السفراء بثلاثة أشهر». وأضاف الصايغ المعروف بقربه من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد «أن أبوظبي توافقت مع الدوحة أخيراً على اسم سفير جديد يعيّن قريباً، وقد أجابت الدوحة بالموافقة والترحيب». من جهته قالت صحيفة الحياة، الصادرة في لندن اليوم السبت، إن الإمارات رشحت "صالح العامري" سفيراً جديدا لدى قطر، وأنها قدمت الترشيح إلى الدوحة، خلال الأيام الماضية. وأكدت مصادر مطلعة، أن قطر وافقت على السفير الجديد، وبما يشكل أحدث تطور في سياق نتائج قمة الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والدور الكويتي الفاعل الذي اضطلع به الأمير الشيخ صباح الأحمد، ما أدى إلى نقلة نوعية في العلاقات بين السعودية والإماراتوالبحرين من جهة، وقطر، من جهة أخرى. ويشكل ترشيح سفير إماراتي جديد، والموافقة عليه مؤشراً إلى انفراج في العلاقات القطرية - الإماراتية. وكان السفير الإماراتي السابق، انتهت فترة عمله، ما أدى إلى تعيين سفير جديد، ويتوقع وصول العامري في «أي لحظة»، قبيل اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بعد غد إلى الدوحة للتحضير للقمة الخليجية. يذكر، أن سفير السعودية عبد الله بن عبد العزيز العيفان، عاد الثلاثاء الماضي إلى الدوحة في أول تطبيق فعلي لنتائج قمة الرياض، كما عاد سفير البحرين وحيد مبارك سيار، أول من أمس، تمهيداً لمشاركتهما في ترتيبات اجتماع وزراء الخارجية والقمة الخليجية المقبلة. من جهة أخرى، أشاد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض. وقال: «إن عودة سفراء المملكة السعودية، والبحرينوالإمارات العربية إلى قطر و «النداء الذي نحييه» الصادر عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يشكلان «إشارات إيجابية بالغة الأهمية في ظروف إقليمية مضطربة»، كما رحب بالوساطة الكويتية التي ساهمت في التوصل إلى الاتفاق.