في مناظرة مختصرة بين أحد الثوار، وقيادي بالجبهة السلفية، فيما يخص "الثورة الإسلامية" التي دعت إليها الثانية والمقرر انطلاقها 28 نوفمبر من الشهر الجاري، تحت شعار معركة الهاوية أو انتفاضة الشباب المسلم. في البداية، وصف حسام فودة، عضو المكتب التنفيذي ل "تنسيقية 30 يونيو"، إن دعوة "الجبهة السلفية" بالطائفية، قائلاً: "الشريعة الإسلامية محفوظة بالقران والسنة"، معتبرًا الدعوة إلى التظاهر "مجرد مزايدات على الشعب المصري". وأضاف: "الجبهة تهدف من وراء ذلك إلى تحقيق أمرين أحدهما أعطاء رسالة لجماعة الإخوان المسلمين بأنهم متواجدون بثقل والثاني لإعلان تبرئهم من حزب "النور" وتوضيح الفارق بينهما". وأشار إلى أن "دعوة الجبهة لهذا اليوم فارغة من المحتوى الثوري"، مستنكرًا عودة بعض التيارات الإسلامية لارتداء الزي الديني، مؤكدًا أن مثل هذه الدعوات يفقدها تتعاطف حزب الكنبة "المواطنين العاديين". ورأى عضو المكتب التنفيذي ل "تنسيقية 30 يونيو"، أن "هذا اليوم سيمر مرور الكرام"، قائلاً إنها "كانت ستكتسب أرضية شعبية إذا تركت الشعارات الإسلامية، ومحمد مرسي، واستبدلتها بمطالب الشعب واحتياجاته". على الجانب الآخر، رد مصطفي البدري، القيادي ب "الجبهة السلفية"، على فودة واتهاماته ل" انتفاضة الشباب المسلم" بأنها احتكار للدين وطائفية وأنها ستفشل وتمر مرور الكرام، قائلاً: "أما احتكار الدين فتهمة دون دليل، وكل من أراد أن ينصر دينه فالساحة تسع الجميع والمجال يقبل تعدد الاجتهادات طالما بعيد عن الركون للظالمين ونصرة المتجبرين". وتابع: "أما الطائفية فتكون عندما تتعدى طائفة على حقوق طائفة أخرى، لكننا نؤكد أن الشريعة الإسلامية هي القانون الوحيد الذي يعطي جميع الطوائف حقوقها كاملة، والجميع يعلم قصة احتكام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وخصمه اليهودي للقاضي المسلم الذي حكم وفق الأدلة لليهودي، مما دفع اليهودي للدخول في الإسلام والاعتراف بأن الحق مع علي رضي الله عنه". وناشد البدري: "من كان لديه طرح آخر لإقامة الدين وإعلاء الشريعة فليظهره وليستعلن به بدلا من اتهام الآخرين بالاحتكار دون أن يقدم هو شيئا نصرة لدينه وعقيدته". ومضي البدري قائلاً: "إننا رفعنا الراية دون أن ندري من معنا ومن ليس معنا من القوى السياسية والحركات والجماعات"، مستدركًا: "لكننا نعلم يقينا أن الشعب المصري معنا" ، وعامتهم يريدون إقامة الدين في مصر حتى وإن استخفى بعضهم بذلك ولم يعلنه خوفا من بطش السلطة الغاشمة". وتوقع "البدري" أن يبادر الجميع بمباركتها والمشاركة فيها عند ظهور بوادر نجاحها". يشار إلى أن "الثورة الإسلامية" أثارة ضجة في الآونة الأخيرة بين مؤيد لها يتمثل في التيار الإسلامي، وأخر معارض ومشيطن لها كإعلام النظام ودعاة السلطة وبعض القوي الثورية ولليبرالية.