شهدت عدد من محطات مترو الأنفاق، وقطارات السكة الحديد في الفترة الاخيرة، عددًا من العمليات التفجيرية أودت بحياة عدد محدود من الركاب بالإضافة إلى إصابة العشرات نتيجة انفجار أجسام غربية داخل القطارات ومحطات المترو، خصوصًا في شهر نوفمبر، مما دفع البعض أن يصفه ب”نوفمبر الأسود”. 14 أكتوبر البداية بدأت تدريجية، حيث شهد منتصف شهر أكتوبر الماضي انفجارًا قرب محطة جمال عبدالناصر بميدان الإسعاف، حينما انفجرت سيارة مفخخة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أكثر من6 أشخاص بينهم عميد شرطة، وأغلقت قوات الشرطة محطة جمال عبدالناصر بشكل مؤقت لحين تمشيط المحطة. 4نوفمبر سرعان ماتطورت الأوضاع لتصل التفجيرات داخل محطات المترو والقطارات، حيث أصيب 3 أشخاص، إثر انفجار قنبلة بمحطة مترو المرج بداية نوفمبر الجاري. وأوضح أحمد عبد الهادي، المتحدث باسم الشركة المصرية للمترو، أن القنبلة تم زرعها في أخر عربة من القطار رقم 498 المتجه إلى حلوان، في محطة المرج القديمة، مشيرًا إلى أنه تم التحفظ على القطار وإخلائه من الركاب . 4 نوفمبر كما أقامت قوات الأمن كردونًا أمنيًا، حول حقيبة غريبة عثرت عليها بمحطة كوبري القبة، وجسم غريب آخر بمحطة منشية الصدر. وتبين من فحص رجال الحماية المدنية لهذين الجسمين، أنهما عبارة عن قنبلتين هيكلتين وهميتين، حيث يحتويان على أسمنت وجبس ومسامير وأشياء أخرى من هذا القبيل. وتم تمشيط المحطتين للتأكد من عدم وجود عبوات أخرى، بعد توقف دام قرابة ال10 دقائق. 13 نوفمبر كما تطور الوضع ثانية، حيث انفجرت عبوة ناسفة في محطة مترو حدائق الزيتون بالخط الأول لمترو الأنفاق، بالقطار رقم 108 مابين محطة حلمية الزيتون وحدائق الزيتون، مما نتج عنه إصابة أكثر من 10 ركاب تم نقل بعضهم إلى مستشفى حلمية الزيتون والآخر إلى مستشفى المطرية. 6 نوفمبر المشهد لم يعد جديدًا على قطارات السكة الحديد والتي تقل يوميًا ما لايقل عن 2 مليون راكبًا في جميع أنحاء مصر، حيث شهدت قطار كفر الزيات-منوف انفجار جسم غريب في محطة منوف في القطار رقم (858 كفر الزيات – منوف)، أدى إلى إصابةمقتل 4 من بينهم اثنين أمناء شرطة وعاملين بالمحطة، وإصابة 11. وقبل الانفجار، أبلغ الركاب بوجود جسم غريب في إحدى عربات القطار، فتوجه أفراد الشرطة للفحص إلا أن الجسم أحدث انفجار شديد مفاجئ في الساعة 21.45 ترتب عليه وقوع 8نوفمبر كما توقفت حركة قطارات الوجه القبلي واحدة فقط لورود بلاغ بوجود جسم غريب على القضبان فى بني سويف في الثامن من نوفكبر الجاري. وتلقت الهيئة العامة للسكة الحديد اخطارا بوجود جسم غريب على قضبان المزلقان 69 بين مدينتي بنى سويف والواسطى ويشتبه فى كونه قنبلة، فأوقفت قوات الأمن حركة القطارات لحين تمشيط المكان. 19نوفمبر في السياق ذاته، شب حريق في القطار رقم 557 الوارد من القاهرة والمتجه إلى كفر الزيات طريق القناطر الخيرية. ونشب الحريق في آخر عربتين، في محطة كفر مشلة، إلا أن سائق القطار فصل العربتين عن القطار، واستكمل رحلته إلى كفر الزيات، ثم توجهت الحماية المدنية للسيطرة على الحريق الذي نشب في العربتين. 20 نوفمبر كما وقع انفجارًا ناتج عن قنبلة صوت، أثارت ذعر المواطنين داخل المحطة، اليوم الخميس، في القطار رقم 10 القادم من الاسكندرية، بعد نزول الركاب من القطار، وقالت وزارة الصحة إن حادث قطار محطة مصر لم يسفر عن وجود إصابات أو وفيات. آخر عربتين في القطار مصدر بالسكة الحديد أرجع في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ” أونا” تكرار وقوع الحوادث التفجيرية بمحطات القطار نتيجة الانفلات الأمني ليلًا في اخر عربتين من عربات القطار. وأضاف أن المخربين يستغلون ضعف الحراسة الليلية من قبل قوات الأمن خصوصًا في اخر عربتين لوضع القنابل، موضحًا أن معظم حوادث القطارات والأجسام الغربية دائمًا ماتكون في اخر عربتين للقطار. أشار المصدر إلى أن الحوادث التي وقعت في الاونة الأخيرة كانت في قطارات خط الضواحي الذي يتسم بقلة عدد ركابه، قائلًا:” لاقدر الله لو حصل مثل هذه الحوادث في محطات رئيسية فإنها ستحصد الآف الأرواح من الركاب”. وتابع أن القطارات الليلة يتم التأشير عليها قبل خروجها على إنها قطارات إنارة، وأن القطارات تسير ليلًا كأنها تابوت أو قبر، في إشارة إلى الظلام التام الذي تسير فيه القطارات مما يتسبب في سهولة استهدافها. من جانبه قال مصدر مسؤول بالسكة الحديد، إن الجانب الأمني ليس مسؤولية الهيئة ولكن تسئل عليه الشرطة، متمنيًا أن لاتقع مثل هذه الحوادث في محطات بها كثافة كبيرة من الركاب. خطة أمنية عاجلة وعن الاستعدادات الأمنية للحد من هذه الحوادث، عقد وزير النقل المهندس هاني ضاحي، إجتماعاً بقيادات الهيئة العامة للسكة الحديد وشرطة النقل والمواصلات، حيث وجه بوضع خطة عاجلة يتم فيها تغطية جميع محطات السكك الحديدية بالمحافظات بالكاميرات على أن يتم التنسيق بين الهيئة وشرطة النقل والمواصلات بحيث يتم وضع الكاميرات فى أماكن تمكنها من كشف جميع القطارات أثناء دخولها وخروجها من والى أرصفة المحطات . وقال ضاحي، أنه لابد من وضع وتعميم البوابات الإلكترونية بكافة مداخل المحطات بجميع المحافظات مع توفير السيولة اللازمة أثناء دخول وخروج الركاب ومنع ظاهرة تدافعهم وكذلك رفع الحواجز الموجودة بمحطة سكك حديد مصر من أمامهم والذى يتيح لأفراد الشرطة التمكن من أداء عملهم بالشكل المطلوب، وذلك للحد من مثل هذه الانفجارات مرة أخرى.
