سمعت الدكتور يوسف القرضاوي ، في برنامج الشريعة والحياة بقناة الجزيرة القطرية ، وهوغاضب ومستاء من الداعية عمرو خالد ! وفهمت من كلامه أيضا أنه ليس وحده الذي له مآخذ على الداعية .. بل كذلك د. محمد سليم العوا وكشف د. يوسف عن نقاش حاد جرى فيما يبدو بين خالد والعوا في العاصمة القطرية الدوحة بشأن مبادرة الاول بضرورة اجراء حوار مع الدنماركيين . طبعا أنا لم اعرف شيئا عن تفاصيل هذا النقاش "الحاد" الذي جرى بين الداعية عمرو وبين استاذ الحقوق الكبير د. العوا .. غير ان ما فهمته من الشيخ القرضاوي أن كثيرين من مشايخ الأزهر واساتذة جامعة الازهر يعتقدون أن عمرو خالد يجعل الحوار بديلا عن المقاطعة وهذا سبب امتعاضهم وغضبهم .. غير أني سمعت عمرو خالد في الجزيرة ايضا وهو ينفي ذلك فهو مع المقاطعة كما قال ،ولكنه نبه إلى انه بعد أن بدأت المقاطعة تؤتي ثمارها فلا مانع من الدخول في حوار في ذات الوقت مع الدنماركيين .. د. يوسف القرضاوي .. تساءل غاضبا : يحاور من ؟! مائة ؟ الفا ؟ ألفين ؟ .. طبعا سؤال استنكاري يشي بعدم جدوى الحوار ! غير أنه كان لافتا من حديث القرضاوي في "الشريعة الحياة" أن الخلاف كان في جوهرة خلافا ليس على "أداة" الرد على الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم ،وإنما على "الشرعية العلمية " لمن يتصدى للإساءة ، وهو كلام يطعن من تحت الطاولة في عمرو خالد . بدا لي من ثنايا الكلام أن ثمة من يستصغر عمرو خالد .. أو ينتقص من قدره العلمي .. باعتباره لم يدرس في الأزهر! رغم أن كل المصائب الآن تأتينا فرادى وجماعات من وراء ظهر أكبر رأس في الأزهر .. والذي اعتبر محمد ا صلى الله عليه وسلم .. ميتا غلبانا ومسكينا لن يستطيع الدفاع عن نفسه ! فهذا مثال لمن درس وتخرج في الازهر وتولى مشيخته ! ويبدو أن الاستاذ عمرو استشعر هذا التحرش به ل"شخصه" وليس "لمبادرته" .. فأعرب وكما جاء على لسان د.يوسف القرضاوي .. عن احساسه هذا ببراءة وعفوية حين قال لماذا لايريد "العلماء" اعطاء فرصة "للدعاة" لقيام بما يمليه عليهم حبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم؟! . د. يوسف القرضاوي .. بطيبته المعروفه .. كشف طمنيا من خلال كلامه عن وجود هذه المشاحنات الخفيفة والخفية والتي من قبيل الغيرة بين العاملين في مجال الدعوة .. حين قال معقبا على كلام عمرو خالد : إذن.. إذا اختلف العلماء والدعاة .. فلمن تكون الكلمة الفصل ؟! .. طبعا سؤال ليس له إلا اجابة واحدة : وهي للعلماء قطاعا .. وعليه فما على عمرو خالد أو أقرانه من الدعاة .. إلا أن يسلم ناصيته لكل من يحمل "شهادة أزهرية" حتى لو كان الشيخ سيد طنطاوي ! والحال أن هذا الاختلاف للأسف الشديد ليس من قبيل اختلاف التنوع المرغوب فيه وانما اختلاف الوصاية .. وفرض الرأي الواحد .. من قبل تيار استفرد لوحده بكل أنشطة الدعوة في العشرين عاما الماضية .. بات يشعر بالقلق من فقدانه "شرعيته الاعلامية" وليس "العلمية" التي مكنته طوال تلك السنوات من الهيمنة على منصات جميع المؤتمرات والندوات وشاشات التليفزيونات والفضائيات بشكل ربما يفوق بكثير قيمته ووزنه الحقيقيين . وإني لأسأل هؤلاء"العلماء" .. أي مدرسة أسستموها وأي تلاميذ خلفتموهم من ورائكم أو مذهب ابدعتموه في الدعوة إلى الله عز وجل يتفق مع روح العصر وتطوراته .. ؟! إن عمرو خالد مع تقديري واحترامي لكم .. هو أكثر بركة منكم .. فدعوه وأمثاله يجتهدون .. فإذا اخطأوا فلهم أجر وإذا أصابوا فلهم أجران .. ولاداعي لتجريح الرجل واتهامه بأنه باحث عن الشهرة .. فهو الآن أشهر من نجوم السينما ونجوم السياسة .. بل إن الطرفين هما الباحثان الآن عن شرف الاقتراب منه . [email protected] .