أصدر مجلس نقابة الأئمة والدعاة بيانًا يؤيد فيه ما أصدره معالي وزير الأوقاف اليوم الذي وصف فيه دعوة الجبهة السلفية لوقفة وحديثهم عن رفع المصاحف خلال الثورة (يوم 28 نوفمبر الجاري) يشبههم بالخوارج الذين بدأوا برفع المصاحف ثم قاموا برفع السيوف. وأوضح جمعة، أن “الدعوة لرفع المصاحف للتظاهر به هو اعتداء على كتاب الله وقدسيته، واستغلال للدين في الصراع السياسي، ولون جديد من المتاجرة بالدين، للتلاعب بعقول العامة والبسطاء". وقال الشيخ شعبان جلال رئيس المجلس التنفيذي للنقابة، إن بيان الوزير جاء متناسقًا وفي وقته وأصاب كبد الحقيقة وأن هؤلاء الذين يريدون القيام بثورة هم أنفسهم من صدعوا رؤوسنا بعدم جواز الخروج على الحاكم ووجوب السمع والطاعة لولي الأمر، وأضاف أننا نبرأ إلى الله من هؤلاء ومِن كل ما يُخالف شرع الله - في قليلٍ، أو في كثيرٍ.
وأشار جلال إلى أن طاعةَ أولياء الأمور -ولو خالَفوا شرعَ الله- بغير طاعتنا لهم فيما يُخالِف أمرَ الله؛ قضيَّة مُتَّفق عليها بين أهل العلم مِن أهل السُّنة، ولم يُخالف في ذلك إلا الأشاعرة – حتى ليسوا جميعًا؛ بعضهم، وفئات منهم، والمعتزلة، والشِّيعة الشَّنيعة، والخوارج، أما أئمة السَّلف: وإمامهم الإمام أحمد، وغيره من أئمَّة السَّلف الصَّالح الذين ألَّفوا كُتب الاعتقاد الخالِد المَبني على أصول الكتاب والسُّنة؛ كلمتُهم واحدة. فمَن رضيَ أن يكون سلفُه هؤلاء؛ فنِعمَّا هو، ومَن رضيَ أن يكون سلفُه: المُنخنقة والمَوقوذة والمُترديَّة والنَّطيحة؛ ف: (إلى حيث ألقتْ رحلَها أمُّ قشعمِ)! ولن نبالي بأقوال هؤلاء وأفعالهم وسندعو الشعب للوقوف وقفة رجل واحد للعبور بالبلد إلى بر الأمان. ومن جانبه أكد الشيخ عبد الناصر بليح المتحدث باسم النقابة أن رفع المصاحف خدعة في الدين تؤدي إلى فتنة والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وقد حذرنا الإسلام من الفتن ما ظهر منها وما بطن فقال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}. [البقرة: 191]، {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}. [البقرة: 217]. وقال تعالي:" {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. [الأنفال: 25]. وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفتن بقوله: "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد منها ملجأ أو معاذًا فليعذ به". (البخاري).
وأشاد الشيخ / زكريا السوهاجي وكيل النقابة ببيان الوزير اليوم وقال:" بأننا سوف نتحدث من خلال خطب الجمعة والدروس اليومية في الأيام القادمة عن هذه الفتنة وندعو الناس للوحدة والاعتصام بحبل الله جميعًا واستنكر ما يحدث قائلًا: "فبدلًا من أن نرفع المصحف علي رؤوسنا دون العمل به نحفظه في صدورنا ونطبق حلاله وحرامه وشرعه ونعمل به، "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا". [الإسراء: 9].