قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن آلية الأممالمتحدة لمراقبة استخدام مواد البناء "تحول دون إعمار حقيقي لقطاع غزة". وأضاف المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري في تصريح صحفي وصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، مساء اليوم الثلاثاء، أن "آلية الأممالمتحدة لإدخال ومراقبة استخدام مواد البناء سيئة، ومرفوضة من حماس لأنها تمثل حصارا إضافيا لغزة وخضوعا أمميا للشروط الإسرائيلية". ودعا إلى البدء بإعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة بشكل حقيقي وسريع دون الخضوع للشروط الإسرائيلية. وكان روبرت سيري (مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط) ، قد أعلن في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، أن منظمة الأممالمتحدة توسطت في اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، يشتمل آلية لمراقبة ضمان عدم استخدام مواد البناء التي سيتم توريدها إلى القطاع لأغراض أخرى بخلاف عملية الإعمار( في إشارة لاستخدامه من قبل فصائل فلسطينية في تشييد الأنفاق). وبحسب مصادر دبلوماسية إسرائيلية وغربية، فإن خطة سيري، تشمل نشر مئات المفتشين الدوليين لمراقبة إعادة الإعمار. وسمحت إسرائيل بدخول دفعتين من مواد البناء إلى غزة خلال الشهر الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع (المنفذ التجاري الوحيد لغزة)، تضم 101 شاحنة محملة بالأسمنت والحديد وحصى البناء. وبدأت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، يوم الخميس الماضي، بتوزيع كميات من الأسمنت اللازم لإعادة لإعمار المنازل المدمرة جزئيا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقا لآلية الأممالمتحدة. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة. وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق أرقام فلسطينية رسمية.