حين تضيق عليك الظروف فالجأ إلى آخر خطوطك، حاول أن تتمسك بها، فمن بعدها السقوط، إذا هو منطق يتعامل به الساسة المصريون مع الملفات المطروحة على الساحة، فراحوا يصنفون: هذا ملف يمكننا تجاهله، وثاني نستطيع أن نؤجله، وثالث يبقى معنا فلنلجأ له عند الضرورة. ويبدو أن هذه الضرورة قد حلت بالفعل على حزب النور السلفي ومن ورائه الدعوة السلفية التى لاقت تضييقًا فى صعود المنابر ومنع من إلقاء الخطب، فراحت تجد لنفسها ميدانًا آخر للتواجد هو ميدان التشيع الذى يدور حوله شبهات حول وجود مخطط لنشره فى المجتمع المصري. يذكر أن هذا الملف مثار من قبل 30 يونيو وقد تحفظت بعض القوى السلفية على حالة السكوت التى تعامل بها النور مع الملف، مشيرًا إلى أنه كان ناقدًا للرئيس المعزول محمد مرسي على تقاربه من دولة إيران، فيما تجاهل الأمر عقب 3 يوليو، وهو ما رد عليه حزب النور بتأكيد على موقفه الذى وصفه بالثابت من قبل 30 يونيو وبعدها، حيث أعد الحزب لمؤتمر جماهيري لمواجهة" الشيعة الروافض" فى منطقة شبرا الخيمة وهو ما تراجعوا عنه فى آخر لحظة، حيث نفى الشيخ عادل نصر، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، إلغاء المؤتمر لأسباب أمنية أو اعتراض من قبل الدولة، مشددًا على أن الأمر راجع لسوء التنظيم. وأوضح نصر أنه تم تأجيل المؤتمر لموعد لاحق، وسيتم الإعلان عنه فور تحديده، مشيرًا إلى أن الدعوة أقامت مؤتمراً مماثلاً لمحاربة أفكار التكفير، والعنف، والأفكار المنحرفة، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية. وأوضح "نصر"، أن مؤتمرات الدعوة، تأتى ضمن حملة تنظمها، لمواجهة أفكار التكفير والعنف ومواجهة الفكر الشيعى، مؤكداً أن الدعوة، نظمت خلال الفترة الماضية، مؤتمرات فى هذا الشأن بمحافظة الفيوم ومحافظة الجيزة. من جانبه وجه خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، انتقادًا إلى الحزب، معتبره مستثمرًا للقضية لمصالحه الحزبية، وتابع فى تصريحات خاصة ل" المصريون"، إن النور اختار أن يكون ورقة ضغط على الرئيس المعزول فى ملف إيران، منتقدا ما اعتبره صمتًا تجاه ملف التشيع.