من سورية الثورة التي تستعد إلى الانضمام إلى ركب الدول العربية الثورية المحررة من الاستبداد والحكم الشمولي، نكتب إليكم بعد أن آذتنا تصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بدعمه ومساندته لنظام القتلة في دمشق، ردت عليه المظاهرات المليونية وصرخت بوجهه جثث شهداء جمعة "أسرى الحرية" ولعنته عشرات الآلاف من المعتقلين الأسرى خلف قضبان سجون القتلة في دمشق، وصفوه باللانبيل واللاعربي والصهيوني وغيرها من الصفات .. السؤال الذي يتردد في سورية الثورة اليوم هل هذا هو حصاد الثورة المصرية بأن يصل إلى سدة الجامعة العربية مرشح مصري مثل نبيل العربي يدافع عن نظام القتلة في دمشق الذي يقتل ويذبح ويغتصب دون حسيب أو رقيب، وكأن نبيل العربي يعيش على كوكب آخر، لقد كان الأمين العام للأمم المتحدة أشد تعاطفا مع الشعب السوري ومحنته، وكانت دول أوربية وغير أوربية أكثر تعاطفا مع الشعب السوري .. إن أي ثورة عربية لن تكتمل ما لم تكتمل شقيقاتها في العالم العربي ، وما لم يدرك القتلة في أية دولة عربية أنه ليس بمقدورهم خديعة الشعوب أكثر مما خدعوها، بمعنى أن الوطن العربي الهادر اليوم وطن عربي لم يألفوه ولم يعرفوه ولن يعيش في أجواء وعصر تضليل الشعوب، نحن اليوم في عصر ما بعد الثورات العربية، وعصر ما بعد جدر برلين العربية ومن ثم فعلى نبيل العربي وغيره أن يعي ذلك تماما، وإن الشعب المصري الذي أسقط فرعون مصر لقادر على أن يفعل ذلك في كل من يسعى إلى خطف ثورته ويشوهها ويشوه ثورات الآخرين.. يا شباب مصر لا بد من التنسيق بين الثورات العربية، وإن أي انتصار لكم وتقدم لكم هو تقدم لنا في سورية وتقدم للثورات العربية، ولذا فالأنظمة العربية تحاربنا عن قوس واحدة، فهم عرفوا أن مصيرهم مرتبط ببعضهم بعضا، ورحيل أحدهم هو رحيل للجميع كأحجار الدومينو، نتمنى في سورية أن تخصصوا جزءا من وقتكم للتنديد بهذه التصريحات المسيئة للثورة المصرية أولا والسورية ثانيا ولكل ثورات الأمة العربية..