تأكيدا لما انفردت به "المصريون" عن تشكيل تحالف ثوري كبير يضم بعض القوى والحركات الثورية المعارضة للنظام الحالي، بزعامة الدكتور أيمن نور، علمت "المصريون" بأنه سيتم عقد اجتماع موسع الأسبوع القادم بتركيا، بحضور زعيم حزب "غد الثورة". وكشف مصدر ل "المصريون" طلب عدم نشر ذكر اسمه، أن بعض الشخصيات التي تنتمي إلى أحزاب كبيرة وحركات ثورية ومستقلين معارضين للسلطة الحالية، بدأوا التوافد على تركيا للتباحث حول تدشين حركة ثورية واحدة تضم جميع الأطراف، تتفق على هدف واحد وآلية واحدة لتحقيقه. وأكد مصطفى البدري، القيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، ل"المصريون"، أنه على علم بهذا الاجتماع لكنه لا يعلم أي تفاصيل عنه، مشيرًا إلى أن أعضاء التحالف لم يدعوا إلى الحضور، مرجحًا حضور عدد من الشخصيات المنضوية بالتحالف لكن بصفته الشخصية وليست حزبية. وكان "المصريون" نشرت في 14 أكتوبر الجاري، أن قوى وحركات شبابية معارضة وافقت على الانضمام إلى التحالف السياسي الذي يخطط الدكتور أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة" لإعلانه بغرض توحيد الصفوف بين التيارات المحسوبة على ثورة 25 يناير. وقالت مصادر مطلعة على اتصالات نور، إنها شملت أكثر من شخصية شبابية بحيث يعمل ما يشبه "امبريلا" على حد تعبيرها أي مظلة شاملة يتجمع الكل تحتها، مشيرة إلى أن الموافقة سيقرها كل ناشط على حدة بحسب رؤيته لمزايا وعيوب التحالف. وبحسب المصدر، فإن حركة "6إبريل" وافقت بشكل مبدئي على "تحالف نور"، بينما لم يتخذ "الاشتراكيون الثوريون" قرارًا نهائيًا بهذا الشأن، فيما ينتظر أن ترد باقي القوى الأخرى على موقفها من "التحالف" والرد عليه في غضون أسبوع، قائلاً: "الموضوع فى المطبخ". من جانبه، قال القيادي زيزو عبده، القيادي بحركة "6إبريل" إنه "من الصعب أن تكون هناك مظلة واحدة تجمع أهداف الجميع، لأن النظام يستخدم أساليب قمع جديدة أسوء من نظام المخلوع". وأشار إلى أن "جماعة الإخوان تبحث عن السلطة والشرعية والقوي الثورية تبحث عن الإفراج عن المعتقلين وتوفير سبل الحياة البسيطة إلى مواطن ضعيف ينساق وراء حملات التشويه ضدنا". وأكد أن "القوى الثورية حاليًا خارج نطاق أي تحالف"، مثمنًا "انضمام شباب مصر القوية وشباب الدستور والشباب المستقل إلى صفوف القوى الثورية لمجابهة ظلم النظام واستبداده"، مضيفًا "على الجميع أن يعمل لتحقيق مطالبه وسيأتي اليوم الذي يتحالف فيه الجميع ولكن بعد المحاسبة على الدم". وأوضح أن "القوى الثورية تسعي لعمل مصالحة وطنية وحوار مجتمعي بين أطراف المجتمع بما فيهم جماعة الإخوان والنظام الحاكم"، إلا أنه يتوقع فشلها، لأن أحد أطراف النزاع يحكم، الأمر الذي لن تكون له مصداقية.
واعتبر أن "من أهم شروط المصالحة الوطنية الاعتراف بالخطأ وتشريع القوانين العادلة والمحاسبة على الدم حتى تتحقق العدالة الانتقالية التي يسعي إليها الجميع". وكان نور قد كشف الستار عن وجود اتصالات واسعة بين من وصفهم ب"قوى ثورة يناير في الداخل والخارج" بهدف توحيد الصفوف ووضع إطار عام ومنهجية جامعة لتأسيس كيان يعبر عن قوى ورموز ثورة يناير ويتبنى أهدافها ويعبر عن مطالبها، على حد قوله، لافتًا إلى أنه وجد لدعوته ترحيبًا مبدئيًا. ونفى ما تردد عن مشاركته في التحالف الذي يسعى رئيس حزب التغيير والتنمية باسم خفاجي، لتأسيسه تحت مسمى "جبهة التحرير"، وهي تحالفات موالية لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي. وأوضح نور أن هناك اتصالات واسعة خلال الفترة الأخيرة لبناء ولم شمل ثورة يناير في الداخل والخارج في إطار جامع، على حد قوله، لافتًا إلى أن الكيان الجديد سيكون شاملاً ولن تهيمن عليه جماعة أو حزب معين. وأضاف أن الإطار الجامع - الذي يسعون لتدشينه خلال الفترة المقبلة - يستلهم روح حركة كفاية، والحملة المصرية ضد التوريث، والجمعية الوطنية للتغيير، والبرلمان الشعبي في 2010 "المعروف بالموازي". وناشد زعيم حزب غد الثورة كافة قوى الثورة أن تترفع عن الخلافات الضيقة وتمد جسور التواصل والثقة بين شركاء الثورة، مطالبًا بعدم العجلة في طرح مزيد من المبادرات الفردية أو الحزبية أو الجهوية، وتوحيد كافة الجهود في إطار جامع على أجندة وطنية واضحة يقبل بها الجميع، وكان نور الهارب من ملاحقات أمنية في مصر قد التقى العديد من قيادات أحزاب الإسلام السياسي وتحالف "دعم الشرعية"، من أجل الترتيب للدعوة التي أطلقها تحت مسمى تجميع القوى الثورية.