قالت مصادر سياسيّة وأمنيّة إسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، الخميس، إنّ التنسيق الأمنى بين الجيش الإسرائيلى والجيش المصرى وصل إلى أعلى مراحله. ونقل مراسل الشئون العسكريّة فى القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيليّ، «أور هيلر»، عن المصادر نفسها قولها إنّ التعاون والتنسيق الأمنى بين القاهرة وتل أبيب يمُرّ فى «شهر عسلٍ» لم تشهده العلاقات الثنائيّة منذ التوقيع على اتفاق السلام بين الدولتين (اتفاق كامب ديفيد) فى العام 1979. وأوضح المُراسل «هيلر»، نقلاً عن المصادر ذاتها، أنّ تحسّن العلاقات المصريّة الإسرائيليّة فى المجال الأمنيّ، يعود إلى الأوامر التى يُصدرها شخصيًا الرئيس المصرى المُشير «عبد الفتاح السيسي»، الذى كان يشغل فى السابق وزير الدفاع فى مصر، لافتًا إلى أنّه منذ ذلك الحين، والتنسيق الأمنى بين الطرفين يتوثق بشكلٍ كبيرٍ، خصوصًا فى محاربة الجماعات الإرهابيّة، التى تتخذ من شبه جزيرة سيناء مقرًا لها. جاءت هذه الأقوال بعد إصابة جنديين ومجندة من الجيش الإسرائيلى بجروح، بعد أن تعرضت دوريتهم لإطلاق صاروخ مضاد للدبابات والنار من الأسلحة الخفيفة فى منطقة جبل خريف على الحدود الإسرائيلية المصرية، بعد ظهر الأربعاء. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن 4 مخربين لقوا مصرعهم بنيران الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أنّ مروحية وسيارات إسعاف إسرائيلية قامت بنقل المصابين إلى المستشفيات. وتعرضّت قوة تابعة للجيش الإسرائيلى لإطلاق نار من جانب الحدود المصرية، بحسب تقارير نُشرت فى وسائل الإعلام الإسرائيليّة. فى السياق ذاته، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة أنّ الجيش الإسرائيلى استدعى قوات عسكرية كبيرة إلى موقع إطلاق النار عند قطاع «شافتا وعازوز» على الجانب الإسرائيليّ. وأضافت أنّه تمّ وقف حركة حافلات نقل التلاميذ الإسرائيليين على الطريق المجاور للحدود المصرية الإسرائيلية، المؤدى إلى مستوطنة عازوز التابعة لمجلس رامات نيجف الإقليمي. ولفتت الصحيفة إلى وجود الجدار العازل المزود بمنظومات متطورة للمراقبة والاستطلاع على الحدود المصرية الإسرائيلية، التى تعد كلها منطقة جبلية تقبع بها نقاط حرس حدود إسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن حادث إطلاق النار على قوة الجيش الإسرائيلى من جانب الحدود المصرية وقع، الأربعاء، بالقرب من نفس المكان الذى لقى فيه مصرعه الجندى الإسرائيلى ناتنال يهلومي، 20 عامًا، من مستوطنة «مانوف إيالون»، منذ عامين، فى سبتمبر من العام 2012، وأصيب فيه جندى إسرائيلى آخر بجراح متوسطة، حين فتح 3 إرهابيين النار على دورية إسرائيلية فى منطقة «هار ساجي» على الحدود المصرية، وتمكّن الجيش الإسرائيلى من تصفية منفذى العملية. أمّا مُحلل الشئون العسكريّة فى موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، «رون بن يشاي»، فقال: ينبغى أنْ نذكر أيضًا أنّ فى هذا العالم صديق عدونا هو عدونا اللدود، لهذا يحظر المساس بمصداقية القادة الجدد فى مصر، عن طريق إقامة علاقات وثيقة وظاهرة أكثر مما ينبغى مع الحكم الذى يقف «السيسي» على رأسه. ومضى قائلاً يجب أن نتذّكر أنّ حكام القاهرة الجدد ينبغى أنْ يحتفظوا بمكانتهم كوسطاء نزيهين فى مسألة غزة وكمحاربين للجهاديين فى سيناء فى إطار التفاهمات السرية بينهم وبين تل أبيب، على حدّ قوله.