قتل 12 شخصا بينهم عسكري بالجيش الليبي في هجمات متفرقة لمسلحين مجهولين علي عدة أماكن بمدينة بنغازي شرقي ليبيا خلال ال24 ساعة الماضية بحسب مسؤول طبي بالمدينة. وقال مسؤول بمستشفي بنغازي الطبي للأناضول إن "المستشفي استقبل منذ فجر اليوم الخميس وحتي الساعة الأخيرة من مساء اليوم نفسه 12 جثة لقتلي بينهم عسكري بالجيش الليبي وذلك في إطلاق الرصاص عليهم في حوادث متفرقة بالمدينة". ونقل المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه عن المسعفين قولهم إن أصحاب الجثث تعرضوا لإطلاق رصاص من قبل مسلحين مجهولين في حوادث متفرقة. وتابع المسؤول "كان أخر من أحضر للمستشفي هي جثتين إحداها للعسكري عز الدين البرغثي التابع للجيش الليبي والذي تعرض لإطلاق رصاص من قبل مجهولين أودي بحياته بمنطقة الليثي هو ورفيقه المدني سند العبدلي". وعن الاشتباكات المسلحة التي تشهدها غرب المدينة مساء اليوم قال المسؤول الطبي "لم تتمكن سيارات الإسعاف من الدخول لمكان الاشتباكات بسبب تساقط القذائف بشكل عشوائي ولا نعلم إن كان هناك قتلي أو لا ". وتجددت مساء اليوم الخميس الاشتباكات المسلحة بمنطقة قاريونس غربي المدينة بين قوات داعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر وبين احدي كتائب الثوار الإسلامية في محاولة لكل منهما السيطرة علي الثكنة العسكرية الخاصة بالأخر. وقال شهود عيان من قاريونس للأناضول إن "معارك عنيفة كانت قد بدأت أمس الأربعاء وتجددت مساء اليوم الخميس بين كتيبة 21 صاعقة الموالية لحفتر وبين كتيبة شهداء 17 فبراير التابعة للثوار الإسلاميين ". ومنذ فجر أمس، تشهد بنغازي اشتباكات مسلحة بين مسلحين داعمين لما يعرف ب"انتفاضة 15 أكتوبر المسلحة" وقوات من الجيش داعمة لعملية الحفتر العسكرية من جهة، وقوات "مجلس شوري ثوار بنغازي" وتنظيم "أنصار الشريعة" من جهة ثانية وذلك في مناطق متفرقة بمدينة بنغازي، بينما تشهد المدينة حالة من الشلل التام. ويأتي ذلك، امتدادا لحالة من العنف والفوضي تشهدها المدينة منذ أشهر جراء اندلاع معارك عنيفة بين وحدات مسلحة تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر مدعومة بقوات الصاعقة (التابعة لرئاسة أركان الجيش) وبين مجلس شوري ثوار بنغازي مدعوما بمسلحي تنظيم أنصار الشريعة في محاولة من الأخيرة للسيطرة علي القاعدة الجوية بنينا الموالية لحفتر والتي تتمركز بها قوات الصاعقة بعد فقدانهم للثكنة الخاصة بهم. وفي 16 مايو/ أيار الماضي، دشن حفتر عملية عسكرية تسمي "الكرامة" ضد كتائب الثوار وتنظيم أنصار الشريعة متهما إياهم بأنهم من يقف وراء تردي الوضع الأمني في مدينة بنغازي، بينما اعتبرت أطراف حكومية، آنذاك، ذلك "انقلابا علي الشرعية كونها عملية عسكرية انطلقت دون إذن من الدولة". لكن بعد انتخاب مجلس النواب، في يوليو / تموز الماضي، أبدى المجلس، الذي يعقد جلساته في منطقة طبرق، شرق، دعما للعملية التي يقودها حفتر، وصلت إلى حد وصف قواته ب"الجيش النظامي". ومن الصعوبة بمكان تحديد الجيش الليبي الرسمي، في ظل صراع مسلح بين قوتين تنتميان لرئاسة أركانه، كل منهما مدعومة بحكومة وبرلمان أحدهما تعمل من المركز (حكومة عمر الحاسي والمؤتمر الوطني العام في طرابلس)، وثانية تعمل من الأطراف من بنغازي ومعترف بها على نحو واسع دوليا (حكومة عبدالله الثني ومجلس النواب في طبرق).