رفضت محكمة جنايات القاهرة للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، إخلاء سبيل الناشط محمد سلطان، نجل الدكتور صلاح سلطان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من تدهور صحته جراء إضرابه عن الطعام منذ 263 يوما. وأجلت المحكمة اليوم نظر القضية المعروفة إعلاميا باسم "غرفة عمليات رابعة" المتهم فيها سلطان، إلى جانب مرشد جماعة الإخوان محمد بديع و50 آخرين من قيادات وأعضاء الجماعة، إلى جلسة الأربعاء المقبل. وفي 23 سبتمبر الماضي، رفضت المحكمة ذاتها طلبا من هيئة الدفاع بالإفراج عن محمد سلطان، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وكررت الرفض ذاته في جلسة الأربعاء الماضي. ويحاكم المتهمون في القضية باتهامات تتعلق ب"إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات جماعة الإخوان، بهدف مواجهة الدولة"، عقب فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية (شرقي القاهرة) ونهضة مصر (غرب القاهرة) في 14 أغسطس 2013 مخلفا قتلي ومصابين، وهي التهم التي ينفيها المتهمون ودفاعهم. وطالب والد ومحامو محمد سلطان المحكمة بإخلاء سبيل الأخير لتدهور صحته، وهو الطلب الذي لم تلتفت له المحكمة في قرارها بتأجيل نظر القضية. وخلال الجلسة تحدث صلاح سلطان القيادي بجماعة الإخوان المحبوس مع نجله علي ذمة القضية عن تدهور صحة نجله، طالبا من المحكمة أن " تنظر بعين الاعتبار إلى نجله وتخلي سبيله في الحال وإلا تتحمل المسؤولية عن حياة ابنه أمام الله وأمام القانون". وأمرت المحكمة باستدعاء محمد سلطان من سيارة الإسعاف، حيث دخل إلى قاعة المحاكمة مستلقيا على سرير طبي وعلي وجهه بدت علامات المرض. وطلب صلاح سلطان من القاضي السماح له بتقبيل نجله فسمح له بذلك، كما شوهد الأب وولده وهما يتحدثان معا بصوت منخفض. وأمرت المحكمة بفك القيود الحديدية من يد محمد سلطان، وهو موجود علي السرير الطبي بعد اعتراض تقدم به والده ومحاميه. من جانبها، قالت مها يوسف، المحامية بهيئة الدفاع عن محمد سلطان لمراسل وكالة "الأناضول" عقب انتهاء جلسة المحاكمة اليوم: "التقيت محمد سلطان بعدما وافقت المحكمة وهو يتحدث بصعوبة جدا وللأسف علمنا أنه سوف يتم نقله اليوم من مستشفي المنيل الجامعي والتي نقل لها مطلع الشهر الجاري مع تدهور صحته إلي مستشفي سجن طره". وحسب صفحته على موقع "فيسبوك"، فإن محمد سلطان الذي ألقى القبض عليه، من منزله بالقاهرة يوم 27 أغسطس 2013 من العام الماضي، يعتبر صاحب أطول إضراب في السجون المصرية، حيث بدأه في 26 يناير الماضي.