قال وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، إن "ما يحدث في العراقوسوريا يهدد أمن كل دول العالم". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء بمحافظة حولي (جنوبالكويت) في اختتام الاجتماع الوزاري الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة. وردًا على سؤال حول احتمال استمرار الحرب ضد تنظيم "داعش" لسنوات طويلة، قال هاموند: "نعترف بالخطر الأساسي لأمننا القومي، وبالتالي هذا ليس قتالا مع بلد آخر، وقررنا الانضمام إليه فهو قتال خاص بنا جميعا". وأضاف هاموند أن "رئيس الوزراء البريطاني، ديقيد كاميرون، وصف ما يحدث بأنه نضال جيلي ضد داعش، فنحن لا نتعامل فقط مع قوى عسكرية أو دولية، بل نتعامل مع فكر وأيديولوجية، ولا بد أن نهزم هذه الأيديولوجية قبل أن تستحوذ على جيل كامل، ولهذا فهذا نضال جيلي نحن نخوضه". ومضى قائلا: "صحيح أنه سيكون نضال طويل الأمد وأساسي، من أجل اجتثاث هذا الخطر، من ساحة المعركة، وستكون المدة الزمنية أكثر من ذلك وقد تستغرق أشهر وسنين". وأشار إلى أن التحدي الأكبر في سوريا يتمثل في بناء ودعم مقاتلي المعارضة، مؤكدًا على ضرورة أن يحدث توازن على الأرض في سوريا، مما يسمح بتدهور قوة داعش والتوصل الى تسوية سياسية مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وحول مسألة اعتراف البرلمان البريطاني بالدولة الفلسطينية، قال هاموند إن "هذا الاعتراف ليس له قوة ملزمة لتطبيقه على الحكومة البريطانية، فالحكومة امتنعت عن التصويت". وأضاف: "سياسة الحكومة البريطانية منذ مدة طويلة، تدعم الحل على إقامة الدولتين، وذلك بشكل يؤكد الأمن المتبادل بين فلسطين وإسرائيل، وعلينا بناء غزة حاليًا، وإعادة إطلاق عملية السلام". ووافق المشرعون في مجلس العموم البريطاني، أمس الإثنين، بأغلبية ساحقة على اقتراح غير ملزم ينص على أنه "يرى هذا المجلس أن الحكومة (البريطانية) يجب أن تعترف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل كإسهام في تأمين حل على أساس دولتين". من جهته، قال النائب الأول لرئيس الوزراء ووزيرالخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد حمد الصباح: "منذ البداية نقول إن الأزمة السورية لن تقف عند تدمير سوريا بل ستمتد إلى دول الجوار والمنطقة برمتها، وها نحن الآن نشهد ما كنا نحذر منه في البداية". وتحدث الصباح عن وجود تقارب في وجهات النظر بين الجانب الخليجي والمملكة المتحدة، قائلاً: "نحن سنقوم باستكمال في كل مناسبة قادمة ما تم بحثه والاتفاق على الخطوات التي من شأنها تخفيف ارتدادات وتداعيات الأوضاع في المنطقة". وحول مشاركة الكويت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، قال الصباح: "أؤكد أن الكويت في قلب التحالف وشاركت في اجتماع جدة 11 سبتمبر (أيلول) الماضي مع دول مجلس التعاون وكان الهدف دعم الحكومة العراقية سياسيا وانسانيا وايجاد السبل الكفيلة لمحاربة التطرف والافكار الهدامة، وشاركت الكويت كذلك في اجتماع باريس لدعم العراق، كجزء من مسؤوليتنا جميعا". وأضاف: "وستكون لنا زيارة خلال أيام الى العراق لدعم وتشجيع الحكومة العراقية على تنفيذ برنامجها وحدة العراق ومشاركة كل مكونات الشعب العراقي". واختتم الاجتماع أعماله ببيان ختامي أكد فيه المشاركون عزمهم استمرار تنسيق التعاون بين دول المجلس وبريطانيا، ومؤكدين على عدم شرعية بشار الأسد ونظامه، وضرورة تشكيل حكومة سورية جديدة تعكس تطلعات الشعب السوري. كما دعا البيان جميع الفرقاء بليبيا إلى القبول بوقف فوري لإطلاق النار والدخول في حوار سياسي سلمي للوصول إلى حل الأزمة القائمة. وشارك في الاجتماع كل من يوسف بن علوي بن عبدالله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، وخالد بن محمد العطية وزير خارجية قطر، وخالد بن احمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، وأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية في السعودية. وعقد الاجتماع الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة في 21 يونيو/حزيران 2012 في مدينة لندن. وتهدف اجتماعات الحوار الاستراتيجي إلى تعزيز التعاون في عدة مجالات أبرزها الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث إن خطة عمل الاجتماعات تتناول في الجانب السياسي سبل تعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجية المشتركة، والاستقرار في منطقة الخليج. وانضمت بريطانيا قبل نحو أسبوعين لتحالف دولي تشارك به 4 دول خليجية (السعودية والإماراتوالبحرينوقطر)، يقوم بتوجيه ضربات لتنظيم داعش في سورياوالعراق. ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سورياوالعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين.