تحضرنى واقعة قديمة بعض الشئ ذكرها لى أحد الزملاء وقد كان الواقع حينها يصدقها وهو أن أحد الأساتذة الذين كانوا يعملون فى المجال الجامعى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو من أبناء المنوفية قد حط رحاله فى بلده بعد رحلة طويلة من الدراسة والعمل أخذت أجمل أيام عمره. وبعد عودته فكر فى ممارسة السياسة وخوض الإنتخابات البرلمانية خاصة وأنه كانت له صلة وثيقة بالسياسة أثناء عزبته ,حينئذ قال له أحد العارفين بخبايا الأمور هل استأذنت كمال بيه فقال له ومن كمال بيه قال له محدثه كمال بيه الشاذلى فإنه إذا أراد أحد أن يخوض الإنتخابات فلا بد أن يستأذن كمال بيه قال له ولما قال الرجل لأن هذه هى أولى خطوات العمل السياسى البرلمانى في بلدنا فقال له ذلك الأستاذ دعك من هذا فلن أستأذن أحد فقال له صاحبه لقد نصحتك فافعل ما تشاء,ولم يأخذ الرجل بالنصيحة ودخل الإنتخابات البرلمانية ثم سقط بالضربة القاضية فى الجولة الأولى فما كان من المسكين بعد ذلك إلا أن حزم حقائبه مرة ثانية وبدأ رحلة الهجرة بلا عودة إلى نهاية العمر. هذه القصة الواقع وقتها يصدقها لأن السيد كمال الشاذلى كانت بيده مقاليد اللعبة السياسية فى البلاد والرجل كانت له سطوة وقوة لا تدانيها قوة إلا ما كان من عز بعد ذلك ولكن كمال الشاذلى أفضى إلى ما قدم وهو بين يدى من لاتخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء. أما كمال بيه السلفى فإنه - ولا شك - يختلف شكلا وموضوعا عن كمال بيه الشاذلى,لكنه يرى أنه الوريث الشرعى للمنهج السلفى ومن ثم فلا ينبغى لأحد أن يتقرب بقربة لله إلا عن طريقه فيرد الناس عليه جميعا ويصدرون عن رأيه بلا نقاش ولا مجادلة ومن خالف ذلك فله الويل والثبور وعظائم الأمور. كمال بيه السلفى يرمى إخوانه الذين خالفوه فى بعض المسالك بكل نقيصه لقد ذهب فى كل ميدان خلفهم ذهب خلفهم فى الهيئة الشرعية التى ما شارك فى شئ من أعمالها من أجل إقصائهم أو تهميشهم ولعله يكون قد حصل شيئا من ذلك فقد اتفق مع كان يرميهم بالغلو ويسميهم بالقطبيين وألف المؤلفات من أجلهم كي يحول بين هذه الشرذمة وبين العمل في الهيئة الشرعية مع أنهم مع إخوانهم المؤسسين من أول يوم. أما بالنسبة لحزب الفضيلة فلم يسلم هو الأخر منه فحزب الفضيلة من أول يوم يعد حزبا سياسيا بالمفهوم الصحيح للأحزاب ليس فوق إدارته إدارة أخرى ولا يوجد أحد خلف الستار وقد أمسك بالخيوط كلها فى يديه يحرك الناس بها كما يشاء وهو يعلم أن هذه المجموعة بعينها مع بعض إخوانها هي من تدير دقة الأمور وتريد أن تصل بهذا العمل إلى الظهور والقوة هذه المجموعة تمثل غصة فى حلق كمال بيه السلفى وتواجدها فى أى عمل عام يزعجه إزعاجا شديدا فكان لابد من تدبير إنقلاب داخل الحزب يتبناه طائفة مندسة على المجموعة الأصلية تستوعب بعد ذلك بعض أعضاء المكتب السياسى للحزب توحى لهم بأن هؤلاء انقلابيون وسوف يسعون إلى إزاحتكم وإيغار صدور الناس من هذه المجموعة من أجل تهميشهم أو إقصائهم إن أمكن وقد كان له ما أراد فاندس البعض على حزب الفضيلة وأحدثوا خلافا هائلا بين مجموعة القاهرة نفسها وأرادوا أن يقصوا مجموعة من الأقاليم فلما تصدى لهم بعض إخواننا من مجموعة القاهرة جزاهم الله خيرا بدأوا في جمع توكيلات لهم بعيدا عن وكيل المؤسسين من أجل التقدم بها إلى لجنة شئون الأحزاب من غير أي اذى ولا مضرة من ناحية هذه المجموعة وعلمنا ان كمال بيه السلفى أصبح مؤيدا للحزب ومن مرجعياته التى تشجع على جمع التوكيلات له فسبحان من يغير ولا يتغير. كمال بيه السلفى على استعداد تام أن يتصالح مع أى مخالف طالما أنه سيتعاون مع هذه المجموعة حتى لا يجدوا من يتعاونون معه ونسى أن النفوس الأبية لا يمكن أن تنثنى أو تطوى طالما كانت المسائل تدار بهذه العقول وسوف تتوهج مصر قريبا ولابد للإستبداد أن يزول ويرحل ولن يكون هناك مكان للمستبدين.