قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن القطب الصوفي السيد البدوي "ترك لنا سيرة حافلة بالجهاد الأصغر والجهاد الأكبر". أوضح خلال خطبة الجمعة التي ألقاها من مسجد البدوي بطنطا اليوم، أن "الجهاد الأصغر هو جهاد العدو في الحرب، أما الجهاد الأكبر فهو جهاد النفس، والأول سمي بذلك لصغر المدة الزمنية فيه، أما الجهاد الأكبر فهو يستغرق العمر كله، وذكر فضيلته أن الإمام البدوي قد ثبت أنه جاهد الجهاديين وترك لنا الأسوة الحسنة في تطبيق ما تركه لنا جده صلى الله عليه وآله وسلم لعمارة الأرض ورفع الطغيان وصد العدوان". وتابع "أننا نتعلم من الرسول الكريم مكارم الأخلاق؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة القول وأوتي جوامع الكلم، يخاطب كل قبيلة بلسانها ويحاورها بلغتها، مشيرا إلى أنه كان صبورا بالحلم والاحتمال والعفو عند المقدرة والصبر على المكاره، صفات أدبه الله عليها، فلم يزد مع كثرة الأذى إلا صبرا وعلى إسراف الجاهل إلا حلما، وكان صلى الله عليه وآله وسلم من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل، كان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة وفر عنه الأبطال وهو ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح". وأشار إلى أن المقصود بكل هذه المكارم أن نصمد في وجه كل من تسول له نفسه أذى مصر والمصريين، لافتًا أن صلاة الجمعة من مسجد العارف بالله احتفالا بمولده تأتي مع احتفالات العزة والكرامة واحتفالات النصر والمصريين في السادس من أكتوبر المجيد. يذكر أن السيد أحمد البدوي هو أحد أئمة التصوف السني ولد عام 1199م وتوفي بطنطا عام 1276م وينتهي نسبه من جهة أبيه إلى سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب. وولد السيد البدوي بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته في سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منها ثلاث سنوات أقاموها بمصر. وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر في نفس عام رجوعه الهجرة إلى مصر، وتحديدا إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته. شاهد الفيديو: