في حركة متوقعة بدأت جماعة الإخوان المسلمين الترتيب لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بصورة غير مباشرة، ففي الوقت الذي أكدت فيه جماعة الإخوان المسلمين ولا تزال، رفضها السلطة الحالية وعدم مشاركتها في أي عمل سياسي في ظله، سيخوض شبابها الانتخابات، معلنين أن قرارهم ذاك فردي ليس له علاقة بالتنظيم، في حين أنهم يتلقون الأوامر والدعم سراً منها، وذلك لمحاولة تغيير نظام الحكم من داخل البرلمان، والتأثير على القوانين التي يتم إصدارها، بحيث يسمح بتحسين وضع الجماعة مستقبلاً. بدأت استعدادات الجماعة خلال تواصل حاتم توفيق أحد شباب الجماعة وشقيق زوجة باسم عودة، وزير التموين السابق، مع عمرو عمارة، منسق حركة الإخوان المنشقين، يعرض عليه خوضهم الانتخابات معاً تحت راية تحالف شباب التيار الإسلامي، بعدد مبدئي 550 شابًا على مستوى الجمهورية، الكتلة الأكبر منها في الجيزة وشرق الدلتا، والصعيد، على أن تتولى مهمة الدعاية العائلات الكبرى التي سترشح أحد أفرادها بمتوسط 100 ألف جنيه للمرشح، على أن يترشحوا على النظام الفردي. وكشف عمرو عمارة، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، عن عقد اجتماع لهم اليوم مع حاتم توفيق وإبراهيم أبو شامي، مسئول الجماعة بمنطقة المنيب في الجيزة، للوقوف على النقاط الرئيسية وتحديدها، من حيث العدد الذي سيتم الطرح به وما إذا كان 550 أم سينتظرون تقسيم الدوائر للإعلان عنه، بالإضافة إلى مصادر التمويل، وآلية الإعلان عن خوضهم الانتخابات وما إذ كان خلال مؤتمر صحفي أم مجرد بيان، وموقف جماعة الإخوان من خوضهم الانتخابات، وما إذا كان سيتم ضم قوى إسلامية أخرى أم لا. وقال "عمارة" إن حاتم توفيق أبلغه في اجتماعاتهم الأولى أن الهدف من خوض الانتخابات محاولة تغيير نظام الحكم في الدستور من رئاسي إلى برلماني، بحيث يصبح السيسي رئيساً شرفياً وينتقل الحكم إلى البرلمان، فضلاً عن التأثير على القوانين الخاصة بالحريات والمفسرة للدستور، وتجنب إقصائهم من الحياة السياسية. وأشار "عمارة" إلى أن الانتخابات القادمة ستكون بصورة رئيسية بين الفصيلين الأقوى الأول الحزب الوطني الذي يمتلك المال، والثاني جماعة الإخوان بقدرتها على الحشد، ومن سينتصر فيها سيتحكم في المشهد الفترة القادمة. وعن المحاولات السابقة للحزب الوطني لاستقطاب شباب الإخوان المنشقين قال عمارة، إن الحزب الوطني تراجع عنها بعد تحالفه مع أحزاب المصريين الأحرار والمؤتمر والوفد الذين شرطوا عليه ألا يضم أي أحد له علاقة بالإخوان.