كتبنا فى مقالنا السابق (الأزهر بين السنّة والشيعة) تعليقا على ما تناقلته وكالات الأنباء الإيرانية حول زيارة قام بها وفد أزهري رسمى إلى إيران، برئاسة الدكتور أحمد كريمة الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر، و اتهمه منتقدوه بفتح باب لنشر المذهبى الشيعى فى مصر، جاء به ما يلى: *ادعى الوفد أنه يمثل الأزهر الشريف ،و صدرت عنه تصريحات أثنى فيها "بقوة "على جهود إيران وتميز مؤسساتها الدينية وأنها "أسوة" يمكن أن ننقل تجربتها للقاهرة . *التقى الوفد فيها بقيادات السلطة والأجهزة والمراجع الدينية وزار الحوزات المختلفة وخاصة في مدينة "قم". *كما قدم مشروعا للتعاون والعمل المشترك بين الحوزة الشيعية الإيرانية وجامعة الأزهر، وذلك في مجالات كثيرة، إضافة إلى اقتراح إقامة المؤتمرات المشتركة لمواجهة التطرف الإسلامي . * أن الحوزة العلمية الدينية الشيعية من جانبها طرحت على الوفد الأزهري مشروعًا لتبادل البعثات الدراسية بين مصر وإيران، معلنةً عن استعدادها لاستقبال الطلبة المصريين وغيرهم للدراسة بالجامعات والحوزات الشيعية فى إيران . *سارعت جامعة الأزهرإلى إصدار بيان شديد اللهجة أعربت فيه عن استيائها الشديد من هذا الخبر وأعلنت أنها لم توفد أحدًا أو مجموعة فى مهمة رسمية إلى الجهة المذكورة، وأنه إذا صح ذلك فإنه يعد افتئاتا صارخا على الأزهر وجامعته وتصرفا مخالفا للقانون، وأن أى حديث يصدر عن( الوفد) فإنه لا يعبر إلا عن صاحبه فقط وتحتفظ الجامة بحقها فى اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة فى هذا الشأن". فى 19 سبتمبر 2014 نشرت صحيفة المصريون حوارا أجرته الأستاذة سارة رشاد مراسلة الجريدة مع الشيخ كريمة حول هذه الزيارة ،قال فيه أنه رجل عاقل و حكيم وغير نادم عليها ، وأنها اقتصرت على المؤسسات الدينية وما قام به هو دور وطنى دينى لخدمة أربعة ملايين مسلم سنى مهمشين فى مجتمع شيعي ، و يستحق عليها جائزة وليس الوقف عن العمل . *أنا أدعو القارئ لقراءة ماقاله الشيخ كريمة فى هذا المقال ليكتشف من المضحكات مايلى : *لم ينكر أو ينف المشروعات المتبادلة بين الجانب الشيعى وبين الوفد الذى قدمه باسم الازهر، رغم أن جامعة الأزهر قد أعلنت أنها لم توفد أحدًا أو مجموعة فى مهمة رسمية إلى الجهة المذكورة ، وقد تجاهل الشيخ هذا الموضوع .!! *من أغرب ماقاله إن من يهاجمونه هم الإخوان والسلفيون أو أذيالهم المخترقة للمؤسسة الأزهرية!! وهذا .القول فى الحقيقة هو قول مُضحك – وشُر البلية ما يُضحِك – من عدة وجوه : إن الإخوان والسلفيين هم أهل سنّة ، وتأكيدا لذلك فأنا أدعوا القارئ إلى أن يبحث فى الانترنت عن معنى كلمة سلفيون ،وسيجد الكثير من المواقع تشرحها بوضوح ،وهى أن السلفية هى منهج يقوم على اتباع القرآن والسنّة ، ومن ثم فكل مسلم من أهل السنة سلفى ولا يجادل فى ذلك إلا نطع جاهل . وعندما يقول الشيخ كريمة أن الأزهر "السُنّى" مُخترق ،فأنت تتوقع أن الاختراق يأتى من جهة مضادة ،منافسة أو معادية (شيعية ، صهيونية ، إلخ ) ، أما أن تكون هذه الجهة هى الإخوان والسلفيين أهل السنّة فالأمر إذن قد انعكس فى ذهنه وحدث حَوَل فى الفكر، فنظر إلى أهل السنّة من الإخوان والسلفيين كأنهم (هكسوس )، وتكون عبارة كريمة صحيحة فقط إذا كانت تعنى أن الأزهر (الشيعى) مُخترق من أهل السنّة.!! *وإذا كان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قد أصدر قراره بوقفك عن العمل لحين انتهاء التحقيق معك ياشيخ كريمة فإن كلامك يعنى أن المجلس هو الآخر(شيعى) مُخترق من الهكسوس أو أذيالهم المخترقة للمؤسسة الأزهرية،وهو قول يستوجب المساءلة. *قال كريمة (أنا فى الأساس لم أسع قط إلى منصب داخل مجلس الشؤون الإسلامية، وهم من سعوا إلىّ، وإذا ما قرروا وقفى عن العمل، فأنا متنازل بشكل نهائى عن وجود داخل المجلس.) فإذا كان جادا فلماذ إذن لم يستقل من عضوية المجلس ؟ وما معنى أن المجلس هو الذى سعى إليه؟ وكيف كان هذا السعى؟! وأيا ما كان رأى الشيخ فى الإخوان والسلفيين ، فإنه غير ذى أهمية.ولعله وجد أنهم الشمّاعة التى يعلٌّق عليها ما نُسب إليه من أخطاء و تجاوزات. *ذكر الشيخ أن الأزهر يرسل (شهريًا ) وفودًا من( مشايخه) إلى طهران... وهذا الأمر إن صح يثير الريبة فى ذهن من يخشون من ( تشيع ) الأزهر ،فما هى حقيقة الأمر؟ وهل الأزهر فى طريقه إلى التشيع ؟ * قال أنه حتى الآن لا توجد أى تحقيقات معه، وأى تحقيق سيجرى هو باطل من قبل أن يبدأ.. فما معنى ذلك؟ كيف ولماذا يصادر على المطلوب ،وكان الأولى به أن يسعى إلى سرعة التحقيق معه لإظهار براءته مما نًسب إليه طالما هو واثق منها؟ لماذا لا يريد التحقيق لإظهار الحق وهو راجل عاقل وحكيم حسبما قال عن نفسه؟ *قال لمنتقديه:( أين موقفكم من محمد حسان الذى زار ليبيا فى عز جبروت القذافى وعدائه مع مصر، ورضى وقتها على حذف بعض الكلمات من القرآن الكريم ...) هذا أمر عجيب من كريمة !! يسألونه عن زيارته لإيران فيسألهم عن زيارة (الشيخ) محمد حسان لليبيا ؟! ويتّخذها شمّاعة إضافية لشمّاعة الهكسوس. *أمّا الأمر الذى يثير الضحك أخيرا فهو ماقاله د.كريمة فى حواره مع الأستاذ أحمد عادل شعبان بصحيفة المصريون ونشرته فى 20 سبتمبر 2014 تحت عنوان : (لو حققتم معي سأفضح أسماء قيادات الأزهر التي زارت إيران) فقد هدد بإبلاغ جهات التحقيق وبخاصة الجهات السيادية بأسماء قيادات الأزهر والأوقاف التي زارت إيران علي مدار العامين السابقين . وأضاف: (هناك أساتذة مرموقين بجامعة الازهر أعضاء بهيئة تحرير مجلات تصدر في إيران . وأردف : بل الأكثر من ذلك , هناك شخصية مرموقة كانت تذهب لزيارة إيران وهي شخصية مرموقة سابقة .) ها هو يهدد بالويل والثبور وعزائم الأمور إذا اقترب أحد منه للتحقيق وكشف المستور... إذن هناك ما يخاف كريمة أن يُظهره التحقيق ،فأطلق هذا التهديد على طريقة (علىّ وعلى أعدائى) ،أو كما يقول العامّة ( سيب وانا سيب). ما مدول هذا التهديد السافر؟ بصراحة :أنا آخذه على محمل الجد.. هو يعرف ما لانعرفه ممّا يدور فى الأزهر ويجرى فى الخفاء..ولا بد للرأى العام أن يعرفه وإلا اتسعت دائرة الفجوة وعدم الثقة بينه وبين الأزهر.. من هى تلك الشخصيات المرمو قة من قيادات الأزهر والأوقاف التى ذهبت ؟ لماذا ذهبت؟ على نفقة من؟ من الذى سدد فاتورة سفرية الشيخ كريمة والوفد الذى رافقه؟ و كذلك الوفودًا التى يرسلها الأزهر (شهريًا ) من( مشايخه) إلى طهران؟ من.. ولماذا ..وكيف ؟؟ ولماذا سكت كريمة على ما يعرفه ولا تعرفه الدولة وجاء يهدد بكشفه الآن ؟ بصراحة : لدى شعور خفى بأن الأزهر سوف يَسُكّ على هذا الموضوع (يعنى يطرمخ)... وسيعود كريمة بعد قليل إلى عضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بعد أن تهدأ العاصفة وينام الموضوع.،طبقا لنظرية : بلاش فضايح..سيب وانا سيب ... اكفى ع الخبر ماجور ..ما ننشرش غسيلنا ال..... إذا حدث ذلك فإنه يعطى مؤشرات ويرسل رسائل بالغة الخطورة ،نمسك عن الخوض فيها الآن انتظارا للمشهد الأخير من هذا الفيلم . وإن غدا لناظره لقريب.