وضع الإخوان على اللوائح الأمريكية للإرهاب.. امتداد المواجهة إلى "أنصار الشريعة" فى ليبيا.. وفك تجميد المعونات الأمريكية تواصلت الضغوط الأمريكيةوالغربية على مصر للانضمام إلى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش"، إلا أنها تقابل بتحفظات على الانخراط فى تلك الحرب فى ظل التطورات السياسية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد، وصعوبة إقناع الرأي العام بإرسال قوات للخارج، خصوصًا وأن هذا التنظيم لايمثل حتى الآن تهديدًا حقيقيًا لمصر. وفشل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة فى إقناع الجانب المصرى بتليين موقفه من المشاركة فى الحرب على "داعش"، وعدم الاقتصار على تقديم تسهيلات عسكرية واستخباراتية ودعم لوجيستى، إلا أن مصر رفضت الطلب، لانشغالها في "مواجهة الإرهاب داخل مصر، والقضاء على بؤره التي تستهدف قوات الجيش والشرطة". وكشف مصدر دبلوماسي، عن شروط أربعة وضعتها مصر لدراسة إمكانية الانضمام للتحالف ضد "داعش"، ومنها ضرورة توسيع الحرب على الإرهاب بالمنطقة، لتضم تنظيم "الإخوان المسلمين" فى مصر ودول أخرى، وكذلك تنظيم أنصار الشريعة فى ليبيا، وتوضيح أهداف هذه الحرب وتحديد جدول زمني لها، وضرورة تنسيق المواقف بين جميع الدول المشاركة في الحرب، فضلاً عن وفاء واشنطن بالتزاماتها تجاه مصر ومنها تسلم 8 مروحيات أباتشي، وإنهاء تجميد معونات أمريكية تتجاوز 1.3مليار دولار وعلى الرغم من أن مصر لم توصد الأبواب تمامًا أمام إمكانية الانضمام للتحالف ضد "داعش"، إلا أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين بدأوا في إثارة المتاعب ضد مصر، عبر البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبى الذي يتناول فيه وضع حقوق الإنسان، والإعلانات الصادرة في دول أوروبية حول قبول دعاوى قضائية بشأن فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، ما قد يشكل ورقة ضغط على القاهرة. وتبدي مصر ودول الخليج مخاوف شديدة من وجود أجندة أمريكية خفية للحرب على "داعش"، منها العمل على استعادة نفوذها وهيمنتها بشكل كامل على المنطقة والعودة إلى السيطرة المباشرة على العراق مجددًا، خصوصًا أن واشنطن لم تبد موقفًا واضحًا وصارمًا من تنظيم "الدولة الإسلامية، ولم يثبت القصف الأمريكي المتواصل جدية فى تصفية التنظيم، لكن الرغبة في إضعافه فقط والحد من نفوذه حتى لا يستطيع تجاوز الخطوط الحمراء. ودفعت هذه المخاوف القاهرة لتنبيه دول الخليج من خطر إعطاء الضوء الأخضر بشكل كامل لهذا التحالف، وضرورة انتزاع ضمانات من جانب واشنطن قبل التعهد بتمويل هذه المواجهة، حتى لا تزيد هذه العملية من حجم الاضطرابات الأمنية بالمنطقة، بل والكف عن إعطاء الأمر بعدًا دينيًا كما ظهر خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حينما أشار لدور مهم للأزهر ودار الإفتاء في المواجهة مع "داعش" ما أثار غضبًا في القاهرة. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن "هناك مخاوف جدية لدى القاهرة والعواصم العربية من تحول الصراع مع "داعش" من سياسي إلى ديني في ظل هيمنة القوى الغربية على التحالف، وشن الحرب على تنظيم يطلق عليه "إسلامي"، على الرغم من الخلافات الجذرية بينه وبين جميع الحركات الإسلامية إلا أن الأمر قد يفتح الباب أمام انضمام جميع القوى الجهادية لصفوف داعش والدخول في مواجهة مفتوحة". وتابع "هناك مخاوف من تحول منطقة الحدود العراقية السورية إلى أفغانستان جديدة، لاسيما أن "داعش" ستسعى بقوة لتدويل الصراع وأقلمته بحيث لا يقتصر على سورياوالعراق، ليمتد لعدد من دول المنطقة، فضلاً عن مخاوف من اللجوء إلى حرب العصابات وفق سيناريو "طالبان" إزاء الغزو الأمريكي لأفغانستان في أواخر 2001". وأوضح أن "هذه المخاوف التي تنتاب الدول العربية من تداعيات المواجهة مع داعش هي من دفعت هذه الدول لاتخاذ موقفًا متحفظًا من هذه المواجهة خصوصًا أن الرأي العام لديه موقف رافض فى التدخل في هذا النزاع خصوصًا فى مصر، حيث يخشون من تكرار السيناريو اليمنى في ستينيات القرن الماضي، بشكل أدى إلى نكسة 1967، وهي مخاوف تجد صدها عند جميع القوى السياسية من الإسلاميين والعلمانيين". ووصفت "الجبهة السلفية"، المنضوية في "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ب "الحلف الصليبي"، معتبرة أن الدخول فيه "خيانة لله ورسوله والمؤمنين". وحذرت من أن "دخول مصر ومشاركتها في هذا الحلف هو استمرار في طريق الخيانة والخراب الذي يسير فيه الانقلابيون"، ورأت أن "ما يحدث هو تسخير لجيش مصر في حروب الوكالة، مرة في سيناء لقتل أهلها وحصار غزة لصالح إسرائيل، ومرة في ليبيا لصالح الهيمنة الأمريكيةالغربية بمساعدة حفتر، والآن في العراق لصالح نفس الحلف مضافا إليه المحور الخليجي".