أوضح الناطق باسم المركز الإعلامي التابع لمجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني "أندري ليسنكو"، أن أوكرانيا مستعدة لسحب قواتها وجنودها من المنطقة التي تشهد اشتباكات شرق البلاد، على أن يكون ذلك بالتزامن مع روسيا، وذلك من أجل تشكيل منطقة آمنة. ولفت المسؤول الأوكراني أن هذه الخطوة تأتي في إطار المذكرة التي تم توقيعها اثناء الاجتماع الثاني للجنة الاتصال الثلاثية المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية، والذي انعقد يوم الجمعة الماضي 19 من الشهر الجاري، في مدينة "مينسك" عاصمة جمهورية روسيا البيضاء. وذكر "ليسنكو": "نحن مستعدون لسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة كما اقتضت المذكرة الأخيرة، على أن يكون ذلك أيضا بالتزامن مع خطوة مماثلة تقوم بها روسيا والانفصاليون الموالون لها شرق البلاد"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستبدأ بعد تثبيت قرار وقف إطلاق النار بشكل كامل بين الأطراف المعنية. وأشارإلى أن بلاده ستبدأ في تنفيذ البنود المقترحة في المذكرة الأخيرة عقب تحقيق وقف إطلاق النار بشكل كامل، مضيفا "وبدون الوقف التام لإطلاق النار لن تنسحب جنودنا من منطقة الاشتباكات، ولن يتم تنفيذ بقية بنود المذكرة". وذكر أن البعثة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تمكنت من تسجيل انتهاكات لوقف إطلاق النار من قبل الانفصاليين. وانعقد مساء الجمعة الماضي الاجتماع الثاني للجنة الاتصال الثلاثية؛ الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، في عاصمة جمهورية روسيا البيضاء، لبحث سبل حل الأزمة المذكورة، بمشاركة الرئيس الأوكراني الأسبق، "ليونيد كوشما"، مندوباً عن أوكرانيا، وعن روسيا سفيرها لدى كييف، "ميخائيل زورابوف"، إضافة إلى مندوبي منظمة الأمن والتعاون، فضلاً عن "ألسكندر زاخرتشينكو" رئيس وزراء جمهورية "دونيتسك الشعبية"، ونائبه "أندري بورغين"، و"إيغور بلوتنيتسكي" رئيس وزراء جمهورية "لوغانسيك" الشعبية، ورئيس برلمانه "ألكسندر كارياكين". والجمهوريتان المذكورتان أعلنهما الانفصالييون في شرق أوكرانيا من جانب واحد. وأعلن مسؤول في "جمهورية لوغانسيك الشعبية" أن المشاركين في لقاء مجموعة الاتصال حول التسوية في أوكرانيا؛ اتفقوا خلال اجتماعهم في مينسك على سحب قوات الجيش الأوكراني. وفي تصريح صحفي أكد رئيس برلمان "لوغانسيك"، "أليكسند كارياكين"، فجر اليوم السبت الماضي، أن الاتفاق يقضي بسحب القوات الأوكرانية إلى مسافة 30 كيلومترا؛ عن حدود "الجمهوريتين الشعبيتين" في دونيتسك ولوغانسيك. وكان الرئيس الأوكراني الأسبق "ليونيد كوتشما" أعلن سابقا أن مجموعة الاتصال حول أوكرانيا تبحث في مدينة مينسك مذكرة ينص البند الأول فيها على تثيبت وقف إطلاق النار في جنوب شرق البلاد. تجدر الإشارة إلى أن لجنة الاتصال الثلاثية الخاصة بالأزمة الأوكرانية، عقدت اجتماعا، في ال5 من أيلول/سبتمبر الجاري، شارك فيه كل من "ليونيد كوشما"، مندوباً عن أوكرانيا، وعن روسيا سفيرها لدى مينسك، "ميخائيل زورابوف"، إضافة إلى مندوبي منظمة الأمن والتعاون، فضلاً عن "أندريه بوركين"، و"ألكساي كارياكين"، قادة جمهوريتي "لوهانسك"، و"دونيتسك". ووقعت فيه الأطراف على اتفاق لتنفيذ وقف إطلاق نار، اعتباراً من الساعة 18: 00 يوم الجمعة. وتكون الاتفاق من 14 مادة، تتناول عدة مواضيع، كتبادل الرهائن، وإدارة المناطق في شرق البلاد. ومنذ دخول بروتوكول وقف إطلاق النار سريان المفعول مساء 5 سبتمبر؛ تبادل العسكريون الأوكرانيون وقوات الدفاع الشعبي مرارا الاتهامات بخرقه، إلا أن مراقبين دوليين يؤكدون أن الهدنة في منطقة النزاع لا تزال قائمة. وفي نيسان/أبريل الماضي شنت سلطات كييف عملية عسكرية ضد سكان جنوب شرق البلاد الساخطين على الانقلاب؛ الذي أطاح بحكم الرئيس "فيكتور يانوكوفيتش" في شباط/فبراير الماضي. وبحسب الأممالمتحدة فإن النزاع المسلح هناك قد أودى بحياة نحو ثلاثة آلاف ومئتي مدني، إضافة إلى إصابة 8 آلاف بجروح.