استنكر الكاتب الصحفى فهمى هويدى تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسى لجريدة الأهرام بتنظيم ندوة للتعرف على رؤية الشباب للمستقبل ودعوتهم للمشاركة فى العمل السياسى ومطالبتهم بترشيح أنفسهم كنواب عن الشعب وبين ما اعتبره تناقضاً لهذه الدعوة فى ظل قرار إدارة جامعة القاهرة إلغاء المخيم الثانى لطلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، الذى كان مقررا إقامته فى شرم الشيخ . وأشار إلى أن بيان اتحاد طلاب الجامعة أرجع السبب إلى وجود شق سياسى فى برنامج المخيم، بينما قالت قيادات فى الجامعة إن الإدارة ليس لها صلة بالإلغاء، ووصفت المخيم بأنه ينظم دون علم الإدارة المركزية لرعاية الشباب والأنشطة بالجامعة. وذكر بيان اتحاد الطلاب أن رئيس الجامعة رفض حضور عدد من الشخصيات السياسية بعينها إلى المخيم، ومن هؤلاء بعض أساتذة الكلية، وأن إدارة الجامعة تعمدت إبلاغ الاتحاد بالمنع قبل بدء المخيم بوقت قصير، كى لا تكون هناك فرصة للتغيير أو تعديل البرنامج. واعتبر إن ما نشرته جريدة الأهرام إلى جانب ما نشرته جريدة المصرى اليوم، ينطبق عليه المثل القائل:" اسمع كلامك أصدقك. أرى أمورك استعجب" وتابع:" أعنى أنه يصور المسافة بين الخطاب السياسى والواقع العملى، إذ فى حين يرحب الأول بالمشاركة فى العمل السياسى ويحث عليها، فإن باب المشاركة يبدو محاصرا ومغلقا من الناحية العملية. أو فى أحسن الفروض فإن تلك المشاركة تبدو مقبولة إذا تمت فى حدود الإطار المرسوم، وما يسمى بالتجاوب "البناء" مع الواقع، وهو ما يترجم إلى فتح الأبواب على مصارعها لممارسة حرية التأييد والموافقة والتصفيق. وعن المشاركة السياسية للشباب قال عبر مقاله اليوم بجريدة "الشروق" تحت عنوان "الحوار بالأمر المباشر إن المشاركة لا تتم بالأمر المباشر ولا تتحقق بعقد ندوة، فجريدة الأهرام إذا أرادت أن تشجع على المشاركة فى العمل السياسى فلا بأس أن تعقد ندودة لذلك الهدف، شريطة أن تمثل فيها مختلف الآراء والتوجهات ولا يكتفى فيها بأنصار الرأى الواحد. لكن الأهم من ذلك والأكثر شجاعة أن تفتح الجريدة وغيرها من الصحف القومية صفحاتها لأصحاب الآراء المختلفة، ولا تنحاز إلى طرف دون آخر، بحيث تتجاوز خطاب اللون الواحد، وتستعلى فوق الاستقطاب الحاصل الآن فى الفضاء السياسى المصرى مؤكداً أن المشاركة المرجوة لا تتم بقرار ولا تتحقق بعقد ندوة، ولكنها ثمرة لبيئة سياسية وثقافية يرتفع فيها سقف الحريات وضمانات سيادة القانون، ومن ثم يتراجع فيها الخوف وتسود الثقة والاطمئنان. واختتم كلامه قائلاً:" تمنيت ألا تصبح المشاركة عنوانا لندوة فحسب، وإنما أن تصبح سمة وعنوانا للواقع أيضا، لأننا قد نعقد ألف ندوة ونستمع إلى ألف خطبة فى الموضوع، ثم نفاجأ بأن ذلك كله انمحى، ولم يعد له أثر. بقرار أمنى يمنع السياسة فى الجامعات، أو بعناد يبقى على قانون التظاهر سيفا مسلطا على رقاب المتظاهرين السلميين، أو بتفويض رئيس جامعة الأزهر فى فصل الأساتذة والطلاب الذين ينتقدون النظام القائم".