سلَّط تقرير، نشرته شبكة "سي إن إن"، الضوء على ارتفاع عدد الأطفال القتلى في ليبيا، وقال: إنَّ ضحايا الأطفال بمقدمة الضحايا، جراء قصف قوات كتائب العقيد معمر القذافي للمناطق المدنيَّة. واهتم التقرير بالطفل فرج أبو شيبة، الصَبي الذي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، والذي يرقد حاليًا في المستشفى بعد إصابته بحروق خطيرة في أجزاء مختلفة من جسمه، إلا أنَّه لا زال قادرًا على رسم ابتسامة صغيرة على وجهه، رغم كل ما عاناه. وأضاف، أنَّه مساء الاثنين الماضي، أصاب صاروخ أطلقته قوات القذافي منزل عائلة أبو شيبة في مدينة مصراتة، مما أدَّى إلى مقتل شقيقه إبراهيم، الذي كان يهم بالوضوء لأداء الصلاة. وحال سماعه صوت الانفجار، هرع عمه عبد الله لتفقد ما حصل، إذ يقول: "كان البيت مشتعلاً، وكان إبراهيم هنا، رششته بالماء، وأخذته إلى سيارة الإسعاف، إلا أنَّه فارق الحياة". ووسط القصف، لا تزال وجبة العشاء في مكانها، وكأن ذلك الصاروخ جمد تلك اللحظة ليسرق أرواحًا بريئة في تلك الليلة الدافئة، كما يصف التقرير الوضع. وضربت ثلاثة صواريخ مدينة مصراتة، بينما كانت تجلس خلف أحد الجدران العائلة الليبية للاحتماء من هذا الخطر، إلا أنَّ الرسالة التي حملها الهجوم كانت: أنَّه لا يوجد أي مكان آمن في المدينة. والد إبراهيم، علي، أُصيب أيضًا بحروق في رجليه وساعديه، بينما سرقت الصدمة هدوء وجهه، إذ يقول: "كنا نجلس في المنزل، ولم نعلم ما حصل". والدة إبراهيم، فاطمة، أُصيبت كذلك في الهجوم، إذ يقول الطبيب محمد فروقة، المشرف على علاجها: "أصيبت السيدة بحروق من الدرجة الثانية في قدميها ووجهها، إلا أنَّ وضعها كان حرجًا حين تم إحضارها إلى المستشفى". وكانت فاطمة، قد أنجبت قبل يوم من الهجوم طفلاً تعتني به الجدة حاليًا، فأسموه إبراهيم، خلفًا لأخيه الذي قُتل بعد ساعات من ولادته، ودُفن في مقبرة المدينة التي تزداد اتساعًا يوما بعد يوم، وتزدحم بالقتلى الأطفال.