طالب البرلماني السابق، محمد العمدة، المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بعقد اجتماع للمجلس لمناقشة المصالحة الوطنية والسعي بجدية تجاهها، منتقدًا «تجاهل دعوته، وإصرار الدولة على التعامل مع الإخوان باعتبارها جماعة إرهابية»، واصفًا ذلك بأنه يمثل «انتحارًا للسلطة». وقال العمدة في بيان أصدره السبت، موجهًا حديثه لمحلب، «أدعو سيادتكم إلى عقد اجتماع طارئ للحكومة لمناقشة المصالحة الوطنية التي وضعتم لها نصًا دستوريًا لا يليق معه أن تستهين الحكومة بشأن هذه المصالحة، لأن الدولة الحديثة كيان توافقي وليست كيان منقسم ومتصارع». وأكد العمدة أنه لم تنهض دولة «بعض شعبها سيساوي يرفع علامة النصر، والآخر ربعاوي يرفع علامة رابعة، يتناحرون ويتقاتلون أينما التقيا»، معتبرًا الأمر أزمة ليس لها إلا حل من اثنين «إما أن تنتصر الشرعية ويسقط الانقلاب من خلال الحراك الثوري وهو حل باهظ التكلفة، أو الحل الآخر والأيسر وهو التصالح، الذي يعيد إلى الشعب وحدته ليبدأ في بناء بلده من جديد بروح من المودة». وأضاف النائب البرلماني السابق في بيانه «يؤسفني أن محلب يقيّم جماعة الإخوان المسلمين على ضوء ادعاءات إعلام رجال الأعمال والصحف القومية، ولا يعترف بتقييم الشعب المصري الذي عكسته صناديق الانتخاب والتي أكدت بالورقة والقلم والحساب أن هذا الفصيل حصل على الأكثرية في مجلسي الشعب والشورى وفاز بمنصب الرئيس». وتابع «محلب لا يرى من أحداث الانقلاب وما تبعه، إلا ما يعجبه مما يبرئ ساحة الانقلابيين، ويرى فقط ردود الفعل الشعبية الثورية الغاضبة التي أعقبت فض اعتصامي رابعة والنهضة. ويؤسفني تصميم محلب على أن جماعة الإخوان المسلمين إرهابية في الوقت الذي تعلن فيه بعض التنظيمات تبنيها لكافة الأعمال الإرهابية، ومن بينها من كان يكفّر محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين». وواصل «العمدة» رسالته بالقول «إن التصميم على القضاء على أكبر فصيل سياسي ينتشر في كافة ربوع مصر، على نحو أدى إلى امتلاء السجون بالأخيار وتحول الدماء التي سالت إلى بحار، لهو في حقيقته انتحار للانقلابيين ودمار لمصر وشعبها»، مشيرًا إلى أنه توقع بعد أن أحدثت المبادرة المطروحة منه لتحقيق المصالحة الوطنية جدلاً واسعًا بين الأطراف المعنية وفي وسائل الإعلام، أن تصدر تصريحات تحث الأطراف على المضي قدمًا في طريق التصالح والذي لا سبيل لنهضة مصر بدونه ولكن الشعب فوجئ بتصريحات محلب «الصادمة»، برفض التصالح. واختتم «العمدة» حديثه لمحلب، بقوله «المتصور وأنت على رأس الحكومة الآن، رضينا أم أبينا، أن تكون أحرص من الجميع على إتمام هذه المصالحة، حقنًا للدماء وطلبًا للاستقرار". وكان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قال إنه «لا مجال للمصالحة في مصر مع من قتل وسفك دماء المصريين»، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، حسبما نشر موقع «روسيا اليوم»، الأربعاء. وأضاف محلب، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»: «فكرة المصالحة غير مطروحة مع الإرهاب، الذي يعد دخيلا على مصر».