اتفق وزراء المياه بالسودان ومصر وإثيوبيا، على آلية ومدى زمني لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية الخاصة بسد النهضة الإثيوبي في ختام مباحثاتهم بالخرطوم مساء اليوم والتي استمرت على مدى يومين. وبحسب مراسل وكالة "الأناضول"، فإن الوزراء الثلاث وقعوا على الاتفاق قبل أن يتبادلوا نسخه وسط ارتياح من الوفود المشاركة. ونص الاتفاق الذي تلاه معتز موسى وزير الموارد المائية السوداني على الصحفيين مساء اليوم على "التضامن بين الدول الثلاث لإجراء الدراستين الإضافيتين بشأن موارد المياه ونموذج محاكاة نظام هيدرو كهربائية وتقييم التأثير البيئي الاجتماعي الاقتصادي على دولتي المصب وذلك باستخدام شركة أو شركات استشارية دولية". واتفق الأطراف الثلاث أيضا على "تكوين لجنة من الخبراء الوطنيين من الدول الثلاث تضم 4 خبراء من كل دولة على أن تتولى اللجنة وضع قواعدها الإجرائية مع اعتماد فترة 6 أشهر لإنجاز الدراستين". وخلال حديثهما في المؤتمر الصحفي أعلن كل من وزيري الموارد المائية السوداني معتز موسى ووزير الري المصري حسام الدين مغازي قبولهما دعوة تقدم بها إليهما نظيرهم الأثيوبي المايو تيجنو لزيارة موقع السد "في المستقبل القريب" دون تحديد موعد بعينه. وفي رده على أسئلة الصحفيين قال الوزير المصري أن المكتب الإستشاري الذي تم الاتفاق عليه سيتم اختياره خلال أسبوعين بالاتفاق بين الدول الثلاث وأن من حقه الإطلاع على كل البيانات التي لديها. وأشار إلى الاتفاق أيضا على الاستعانة بخبراء دوليون لحسم الخلاف بين الدول الثلاث بعد إطلاعهم على تقرير المكتب الاستشاري. وأوضح أن اللجنة الوطنية ستتبادل الدراسات حول شواغل أي من الدول الثلاث وستشكل خلال أسبوعين ويستمر عملها في الفترة من سبتمبر 2014 إلى مارس 2015. بينما قال الوزير الأثيوبي أن بلاده لن توقف العمل في تشييد السد لحين إكمال الدراستين وأنه ليس لديها خطة لإعادة تصميمه لأنه صمم بمعايير دولية مقبولة. ونبه إلى أن قبول بلاده بإجراء الدراستين لا يعني أنها لم تجري الدراسات اللازمة بل لأن السودان ومصر لم يزوداها بالبيانات المطلوبة عند إجراء دراساتها. وعقب انتهاء مراسم المؤتمر الصحفي قال وزير الري الإثيوبي، لمراسل "الأناضول": "نحن سعداء بنتائج اللقاء وكان اللقاء إيجابي والتفاهم بيننا كبير، وسيكون التعاون بين الوزراء واللجان الفنية سيشهد نقلة نوعية، ونحن بصدد انطلاقة إيجابية، وكان الجو العام إيجابي، وخرج الجميع بتبعات إيجابية وهذه خطوة مهمة. وأضاف "أكدنا على أن مشروع سد النهضة لن يلحق أي ضرر بدول المصب، واتقفنا على تشكيل لجنة فنية من الدول الثلاثة يكون فيها من كل دولة 4 خبراء وفنيين، لتدعيم اللجان الفنية مع الخبراء الدوليين المتواجدين للدعم والمساعدة". وقال وزير الري المصري عقب انتهاء المؤتمر الصحفي "هذه الخطوة مهمة، وأن الاتفاقيات التي عقدناها، سينتج عنها زيارات، وهناك حرص شديد من مصر حتى تحافظ على حصتها من الماء".
وأضاف "الجانب الإثيوبي يبادلنا نفس الشعور، وهو ألا يتضرر طرف من السد، ولا يكون هناك طرف منتصر وطرف خاسر، وأن تكون كل دول حوض النيل منتصرة".
وتابع الوزير "هذا اللقاء هو أول لقاء بعد قطيعة لمدة 8 شهور، والملف تم تسليمه للفنيين والمتخصصين، وما تم تحقيقه نعتبره نقلة حقيقية إيجابية وخطوة هامة".
وكانت اللجنة الثلاثية (لجنة الخبراء الدوليين) قد أوصت بالوقوف على الأثار المترتبة على السد والأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على دول المصب، وشددت اللجنة على أهمية الحوار المباشر حول النتائج والتوصيات والملاحظات الفنية التى أبدتها اللجنة.
ويذكر أن إثيوبيا تدخل في المفاوضات بعد حققت أنجزت 35.8% من أعمال البناء في سد النهضة