فوجئ الرأى العام مؤخرا بهجوم شديد على كتاب صحيح البخارى ،الذى يجمع المسلمون قديما وحديثا على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله العزيز. جاء الهجوم من شيخ يدعى محمد عبدالله نصر، الشهير ب«خطيب التحرير» واشتهر على المواقع الألكترونية ب «الشيخ ميزو" وكان ذلك فى حديث له فى قناة فضائية. ماذا قال الشيخ ؟؟ قال إن «صحيح البخارى ليس مفخرة وإنما هو مسخرة للإسلام والمسلمين» . (صحيفة المصرى اليوم :http://www.almasryalyoum.com/news/details/497653) هكذا مرة واحدة : صحيح البخارى مسخرة ( مس خرة) للإسلام والمسلمين !! ماهو صحيح البخارى ؟ هوكتاب مؤلفه الإمام أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخارى ،هو أول مصنف فى صحيح الأحاديث النبوية الشريفة ،يليه صحيح الإمام مسلم بن الحجاج ،وهما أصح الكتب بعد القرآن الكريم ،وقد أجمعت الأمة على تلقى كتابيهما بالقبول . إن صحيح البخارى إذن هو كتاب فى سنّة النبى صلوات الله وسلامه عليه ،بما يتضمنه من احاديث نبوية وأحاديث قدسية . إذن وصف صحيح البخارى بأنه ( مس خرة) هو وصف للسنّة بأنها كذلك، يعنى السنّة ( مس خرة).هكذا الاستهزاء بها. وبالطبع فقد انتفض كثير من العلماء فى مواجهة هذا التجريح والتشكيك ،وهبّوا دفاعا عن السنة ،أذكر منهم الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر ،وهو من المتخصصين فى علم الحديث وله موسوعة بعنوان ( فيض البارى فى شرح صحيح البخارى ) الذى أكد أن صحيح البخارى هو أصح كتاب بعد القرآن. وقال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن الإمام البخاري عالم كبير جمع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على منهاج دقيق، ولن يأتي أحد من البشر مهما أوتي من العلم بمثل منهجية الإمام البخاري في جمعه للأحاديث النبوية ، و أن التشكيك في السنة سيتبعه تشكيك في القرآن ومن ثم التشكيك في الإسلام ذاته، لأن السنة موضحة للقرآن فإذا نزعنا الثقة عن السنة سيتبع ذلك القرآن . واعتبر مفتي الجمهورية أن إثارة مثل هذه الشبهات والتشكيكات في علماء المسلمين وتراثهم من ورائها أغراض سيئة خاصة في هذا التوقيت الحرج وهو ما يدعو إلى الريبة، كما أن بعض من يثير تلك التشككات بغير سند علمي يبحث عن الشهرة. ( صحيفة الوطن البوابة الألكترونية - صحيقة المصريون 18 أغسطس 2014) وقالت وزارة الأوقاف فى بيان لها أن المدعو محمد عبد الله نصر الشهير ب"ميزو" لا علاقة له بالأوقاف من قريب أو بعيد، وحديث أمثاله من الجهلاء باسم الدين عار على الثقافة الإسلامية. وناشدت الوزارة فى بيانها وسائل الإعلام، أن تراعى الظروف الصعبة التى تمر بها بلدنا وأمتنا العربية كلها، والتى لا تحتمل استضافة أمثال هؤلاء الجهلة الذين لا صفة لهم سوى محاولة المتجارة بالدين أو بالزى الأزهرى، شأنهم فى ذلك شأن المتطرفين سواء بسواء. وأضاف البيان: "فكلا طرفى النقيض من المتطرفين والمتطاولين على ثوابت الإسلام هم عبء ثقيل على الإسلام وعلى الوطن، ومعول هدم كبير لأمنه واستقراره، وهو ما يحتاج إلى الحسم والحزم، لأننا لا نستطيع أن نواجه التشدد والتطرف بقوة وصلابة وإقناع، وأن ندافع بحق عن حضارة الإسلام وروحه السمحة فى ظل إفساح المجال أمام الجهلة والمأجورين والمنتفعين للتطاول على ثوابت العقيدة، وما استقر فى وجدان الأمة، وصار معلومًا من الدين بالضرورة". وتابع البيان: "أما مجال الاجتهاد وتجديد الخطاب الدينى ودراسة القضايا المعاصرة والمستجدات، فهذه مهمتنا فى الأزهر والأوقاف على أيدى العلماء المتخصصين، وهو ما نسعى إليه بقوة، ونسابق الزمن للإنجاز فيه، لكن أن يترك أمر الدين العظيم مباحًا ل"ميزو" وأمثاله فهذا ما لا يرتضيه عاقل ولا وطنى ولا غيور على دينه، لأن هذا العبث يزيد من تعقيد الأمور، ويمكن أن يجر المجتمع إلى عواقب"". وأكد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن كتاب صحيح البخارى هو أصح كتب الحديث، ويعد أصدق الكتب عقب كتاب الله، وإذا كانت هناك بعض الأحاديث الضعيفة فهى قليلة، وبموجب ذلك لا ينبغى أن نصف هذا الكتاب العظيم بوصف لا يليق به .. صحيفة اليوم السابع : (www1.youm7.com/story/2014/8/9/%D8%A7) نأتى الآن إلى سؤال جوهرى حاسم : ما حكم من يستهزئ بسنّة النبى صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وجميع من والاه وسلم؟ نترك الإجابة لمحكمة النقض المصرية ، حيث قالت فى حكم لها صدر فى 5 أغسطس سنة 1996فى قضية د. نصر حامد أبو زيد "منشور على الإنترنت" بعد أن حكمت بأنه مرتد عن الإسلام ما يلي: (إن الردة هي الرجوع عن دين الإسلام وركنها التصريح بالكفر إما بلفظ يقتضيه أو فعل يتضمنه، ويعتبر كافرًا من استخف بالقرآن الكريم أو السنة النبوية أو استهزأ بهما أو جحدهما أو كذبهما, أو أثبت أو نفى خلاف ما جاء بهما مع علمه بذلك عنادًا أو مكابرة, أو تشكك في شيء من ذلك......... وكذلك الحكم في إنكار مباني الإسلام كلها, لأن أدلة وجودها لا تكاد تخفى، والكتاب والسنة ذاخران بأدلتها والإجماع منعقد عليها، فلا يجحدها إلا معاند للإسلام ممتنع عن التزام أحكامه غير قابل لكتاب الله تعالى وسنة رسوله وإجماع أمته, ويعتبر خروجًا عن الإسلام الجهر بأن القرآن من عند غير الله أو أنه من نظم البشر, أو أن الشريعة الإسلامية لا تصلح للتطبيق في هذا العصر أو أن في تطبيقها تأخر المسلمين وأنه لا ينصلح حالهم إلا بالتخلص من أحكامها. وأضافت المحكمة : وإن كان الاعتقاد المجرد بما سلف لا يعتبر ردة, إلا أنه يعد كذلك إذا تجسد في قول أو عمل, ويكفي عند جمهور الفقهاء ومنهم الحنفية لاعتبار الشخص مرتدًا أن يتعمد إتيان الفعل أو القول الكفري ما دام قد صدر عنه بقصد الاستخفاف أو التحقير أو العناد أو الاستهزاء, ولا يندفع حكم الردة إذا تحقق ما تقدم وإن ادعى المرتد أنه مسلم لاتخاذه موقفًا يتنافى مع الإسلام, لأن الزنديق يموه بكفره ويروج عقيدته الفاسدة ويبطن الكفر ويدّعي الإسلام ) . و ختامًا: فهذا إنذار ووعيد من الله تعالى للزنادقة المرتدين :* "وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة217).صدق الله العظيم . *فهمت حاجة يا شيخ منصر ؟ ج : نهيق...