تواصل المخابرات البريطانية، جهودها لتحديد هوية مقاتل تنظيم "الدولة الاسلامية" الإرهابي (داعش)، الذي ظهر ملثما في فيديو ذبح الصحفي الأميركي "جيمس فولي"، و تكلم بلكنة بريطانية. وسط تكهنات محتملة حول هويته. وأفادت الصحافة البريطانية، أن المقاتل ربما "ينتمي إلى أسرة من أقلية إثنية" و"نشأ قرب العاصمة لندن"، حيث أفردت معظم الصحف الموضوع على مساحات واسعة، مشيرة إلى بدء المخابرات عملية واسعة لتحديد هوية عنصر "داعش". وأفادت الأنباء أنه يتم البحث في احتمالية أن يكون عنصر "داعش"، مواطنا بريطانيا يلقب ب "جون"، إذ علقت صحيفة تايمز، على الأمر قائلة: " الشخص الجهادي البريطاني المطلوب من قبل وحدات المخابرات"، و"تزداد المخاوف من عودة القاتل إلى بريطانيا". وذكرت الصحيفة، أن المقاتل قد يكون على صلة بمجموعة متطرفة تدعى " ذي بيتلس" شكلها 4 بريطانيين من أصول باكستانية. أما صحيفة تلغراف، فنقلت عن خبيرة النطق " اليزابيث ماكليلاند "، قولها أن المقاتل الذي ظهر يحمل سكينا بيده في الفيديو، يتكلم الانكليزية بطلاقة، بلهجة جنوبلندن، لكن ربما يكون هناك تأثير للفارسية على لكنته، ما يعني احتمال أن تعود جذور أسرته إلى أفغانستان، على حد رأيها. بدوره قال المحلل اللغوي، ديريك روغيرس، في تصريح لصحيفة "ديلي ميرور"، إن " الإنكليزية هي اللغة الأصلية للقاتل، أستطيع القول أن عمره 25 عاما، من المحتمل أنه من أسرة تنتمي لأقلية إثنية، لكننا لا نستطيع التأكد، لأن ذوو البشرة البيضاء أيضا ينطقون باللكنة الإنكليزية ذاتها". وكان فولي يعمل مراسلا في سوريا لصالح مؤسسة "غلوبال بوست"، ووكالة فرانس برس، عندما اختفت آثاره منذ نحو عامين، في سوريا، ليظهر أخيرا في مقطع مصور على شبكة الانترنت، أذاعه تنظيم "الدولة الاسلامية" ويقول فيه إنه لمشاهد من قتل الصحفي الأميركي. ويظهر في مقطع الفيديو الذي لم يتم التحقق من صحته، وحمل عنوان "رسالة إلي أمريكا" الصحفي الأمريكي "فولي" ومعه عنصر من عناصر (داعش). وقال القاتل بلكنة بريطانية، في المقطع المصور، إن مقتل الصحفي جاء ردا فوريا على الضربات الجوية الأميركية لمواقع "الدولة الإسلامية" في العراق. وكانت الولاياتالمتحدة شنت ضربات جوية، لمساعدة القوات العراقية، والقوات الكردية (البيشمركة)، على مواجهة مسلحي "الدولة الإسلامية". يشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أعرب في حزيران/ يونيو الماضي، عن اعتقاد بلاده بوجود نحو 400 مواطن بريطاني، يقاتلون في سوريا، ضمن مجموعات مسلحة. من جهتها أوضحت رئاسة الوزراء البريطانية، في بيان سابق، أن السلطات أوقفت 65 شخصا يشتبه بصلتهم بالأحداث في سوريا، في غضون 18 شهراً، مشيرة أن 40 منهم أوقفوا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. منظمات اسلامية بريطانية تدين ذبح "فولي" في سياق متصل، أدانت منظمات اسلامية في بريطانيا عملية ذبح فولي، حيث أصدر مجلس المسلمين البريطاني، بيانا ندد فيه بالعملية التي وصفها ب " المثيرة للاشمئزاز"، فيما قال "محمد شفيق" أحد مدراء مؤسسة رمضان- منظمة مدنية- في تصريح للأناضول، " لقد نددنا بشدة بمقتل الصحفي الأميركي جيمس فولي، لأن ديننا يأمرنا بذلك، وليس لأن الصحافة البريطانية، قالت لنا ذلك". من جهته أوضح مدير مجموعة "أخبِروا والدتي" أو (Tell Mama) المدعومة حكوميا، والمهتمة برصد الاعتداءات الطائفية حيال المسلمين "فياز موغال"، أن "الصحف تروج بشكل عام لكذبة مفادها أن المسلمين لا يبدون ردة فعل كافية حيال مثل هذه الأعمال"، مشيرا أنها تروج هذه الأفكار المريضة، بينما يعمل المجتمع المسلم دون توقف من اجل منع التطرف خلال الأعوام الخمس الأخيرة".