شهدت مصر عقب ثورة يناير ثورة أخرى، ولكنها ثورة نسائية أرادت المرأة أن تتقلد من خلالها جميع المناصب، فنراها قاضية وتاجرة، والآن مأذونة، ثم ما لم يكن متوقعًا أن تترشح للعمودية وتفوز بها، وعلى غرار ما حدث بمحافظة أسيوط والتى شهدت أول عمدة نسائية على مستوى الجمهورية رغم عادات وتقاليد الصعيد. وكما يقال فى الأمثال "الشراقوة ولاد عم الصعايدة"، فوجئ المسؤولون عن قسم العمد والمشايخ بمديرية أمن الشرقية بتقدم سيدة لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من عمرها لمنصب عمدة لإحدى القرى، رغم تقدم ثلاثة رجال لهذا المنصب. "المصريون" التقت بها، ناهدعبدالحميد لاشين، مواليد قرية حانوت التابعة لمركز كفر صقر، 35 عامًا، وحاصلة على مؤهل ليسانس خطوط عربية، متزوجة من محمد على مدير المدرسة الإعدادية بحانوت ولديها 3 أولاد وبنت، جميعهم بمراحل التعليم المختلفة. وأكدت أنه "لأول مرة أشتغل السياسة فى انتخابات الرئاسة الماضية وبعد الانتخابات تم اختيارى كأمينة المرأة فى حزب الحركة الوطنية على مستوى المحافظة، وأنا أشارك دائمًا أهالى القرية والقرى المجاورة فى العمل الأهلى وجميع المناسبات". وأضافت: تقدمت بالترشح للعمودية بالقرية بعد وفاة العمدة السابق وهو "عمي" وأنا مرشحة أمام ثلاثة رجال، من بينهم ابن العمدة السابق، لافتة إلى أن النساء العربيات قادرات وقادمات أيضًا وبقوة، وهذا المنصب اقتصر على الرجال لسنوات طويلة، ولكن الأجواء اختلفت الآن حتى فى القرية أصبح للمرأة أن تتقدم لخوض التجربة إذا كانت تمتلك القدرة. وتابعت: وجدت فى نفسى كل المؤهلات التى تتوافر فى عمدة القرية ولدى الخبرة الكافية، لأننى دائمًا كنت أحضر اجتماعات وجلسات عرفية لوالدى وأعمامى، فالعمودية موجودة لدينا منذ قدم الزمن، وأنا أريد أن أنمي دور المرأة المصرية، ولدى القدرة على الاحتكاك بأهالى القرية وحل مشكلاتهم لأننى دائمًا أكون معهم وأتناول مشكلاتهم بغض النظر عن الترشح. كما أشارت إلى أنها قامت بوضع برنامج انتخابى تود تحقيقه، ومن اهم ملامح برنامجها تكوين مجلس قروى لإدارة القرية تحت رئاسة العمدة، ويضم كبار العائلات الموجودة بالقرية والقرى المجاورة لحل مشكلاتهم، من أجل العودة بشخصية العمدة ودوره، كما كان فى السابق، حتى يتم تخفيف العبء عن كاهل الشرطة، بالإضافة إلى تشكيل لجان متخصصة، مثل لجنة الصحة ولجنة التعليم ولجنة فض المنازعات ولجنة خاصة بالمرأة ولجنة الشباب ولجنة للأزمات والكوارث. كما سيتم تشجير جميع شوارع القرية من خلال الجهود الذاتية وعمل صناديق لجمع القمامة وتحسن المظهر العام للقرية الأم. كما أكدت أنها عندما تقدمت بأوراقها لاقت ترحابًا كبيرًا من قبل جميع أهالى القرية، إلا أنها تطالب المسؤولين عن جهاز الشرطة باحترام العمدة وتقديره ووضعه فى مكانة تليق به، لكى يهابه أهل دائرته، حيث ترى أن منصب العمدة فى الوقت الحالى شرفى ولابد من تفعيله. شاهد الصور: