افتتاح 4 مساجد جديدة بكفر الشيخ | صور    تضامن الدقهلية: ندوة تثقيفية ومسرح تفاعلي ضمن فعاليات اليوم الوطني لمناهضة الختان    تداول بضائع وحاويات 41 سفينة من ميناء دمياط    البيئة: حملات تشجير موسعة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية    واشنطن وكييف توقعان اتفاقية أمنية ممتدة.. تحالف جديد يتجاوز العقد    الأمين العام لحلف الناتو: توصلنا لخطة كاملة لدعم أوكرانيا تمهيدا لقرارات أخرى سيتم اتخاذها في قمة واشنطن    "الشؤون الإسلامية" تستقبل ألف حاج من ذوي الجرحى والمصابين من قطاع غزة    رئيس الحكومة اللبنانية: الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب "عدوان تدميري"    كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان تجري أول مناورات ثلاثية في أواخر يونيو    يورو 2024 – مدرب اسكتلندا: جاهزون لمواجهة ألمانيا.. وتنتظرنا مهمة صعبة    جيرو: مبابي لن يفقد لياقته    بعد تقارير فشل صفقة بلعيد.. 5 مدافعين على رادار الأهلي (منهم ثنائي محلي)    الداخلية: ضبط 342 قضية مخدرات وتنفيذ 84 ألف حكم قضائي خلال يوم    وزارة السياحة تتابع تصعيد الحجاج إلى جبل عرفات    بجمال وسحر شواطئها.. مطروح تستعد لاستقبال ضيوفها في عيد الأضحى    دياب: دخولي مجال الفن «صدفة».. وكنت بحلم أكون لاعب كرة    القاهرة الإخبارية: مستشفيات غزة تعانى نقصًا حادًا فى وحدات الدم    طرق مختلفة للاستمتاع بعيد الأضحى.. «أفكار مميزة للاحتفال مع أطفالك»    عالم بالأوقاف يوضح أهمية يوم التروية وما يجيب على المسلم فيه    أكلة العيد.. طريقة تحضير فتة لحمة الموزة بالخل والثوم    الفرق يتجاوز 30 دقيقة.. تعرف على موعد صلاة عيد الأضحى في محافظات مصر    «الإسكان»: إجراء التجارب النهائية لتشغيل محطة الرميلة 4 شرق مطروح لتحلية المياه    "قومي المرأة": 42 وحدة مناهضة للعنف ضد المرأة بالجامعات و15 بالمستشفيات الجامعية    ختام فعاليات دورة التعقيم المركزي بمستشفيات الدقهلية    محافظ بني سويف يناقش تقرير الحملات التفتيشية على الوحدات الصحية بالقرى    ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مباريات اليوم الجمعة 14- 6- 2024    التخطيط: 6 مليارات جنيه لتنفيذ 175 مشروعًا تنمويًا في البحر الأحمر بخطة 23/2024    27 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد    في ذكرى ميلاد زبيدة ثروت.. تعرف على عدد زيجاتها    لجنة الاستثمار بغرفة القاهرة تعقد أولي اجتماعاتها لمناقشة خطة العمل    محافظة القاهرة تخصص 257 ساحة لأداء صلاة العيد    مقام سيدنا إبراهيم والحجر الأسود في الفيلم الوثائقي «أيام الله الحج»    وزير الري يوجه برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ بالمحافظات خلال العيد    65% من الشواطئ جاهزة.. الإسكندرية تضع اللمسات النهائية لاستقبال عيد الأضحى المبارك    «هيئة الدواء»: 4 خدمات إلكترونية للإبلاغ عن نواقص الأدوية والمخالفات الصيدلية    فحص 694 مواطنا في قافلة متكاملة بجامعة المنوفية    نصائح للحفاظ على وزنك في عيد الأضحى.. احرص عليها    مياه سوهاج تكثف حملاتها التوعوية للمواطنين استعدادا لاستقبال عيد الأضحى    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الكبير بالمحلة    القبض على 8 أشخاص فى أمريكا على علاقة بداعش يثير مخاوف تجدد الهجمات الإرهابية    إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى الهرم    ماس كهربائي كلمة السر في اشتعال حريق بغية حمام في أوسيم    عيار 18 الآن.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 14-6-2024 في محافظة المنيا    فيلم شقو يتذيل قائمة الأفلام بدور العرض بعد تحقيق 8 آلاف جنيه في 24 ساعة    الجيش الأمريكى يعلن تدمير قاربى دورية وزورق مسير تابعة للحوثيين    شبح المجاعة يضرب غزة    مصطفى فتحي يكشف حقيقة بكاءه في مباراة بيراميدز وسموحة    «ما تضيعوش من إيديك».. تعرف على فضل الصيام والدعاء في يوم عرفة    تشكيل الاهلي أمام فاركو في الدوري المصري    أفضل دعاء للميت في يوم التروية.. اللهم اغفر له وارحمه    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    يورو 2024| عواجيز بطولة الأمم الأوروبية.. «بيبي» 41 عامًا ينفرد بالصدارة    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    إنبي: العروض الخارجية تحدد موقفنا من انتقال محمد حمدي للأهلي أو الزمالك    فرج عامر: واثقون في أحمد سامي.. وهذا سبب استبعاد أجايي أمام بيراميدز    حظك اليوم وتوقعات برجك 14 يونيو 2024.. «تحذير للأسد ونصائح مهمّة للحمل»    كتل هوائية ساخنة تضرب البلاد.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبي يربط يدي.. ليترك أنفي يسيل أمام الجميع!!!
نشر في المصريون يوم 10 - 08 - 2014

أختي الفاضلة الطيبة أميمة حفظها الله وأدام عليها لباس الصحة والعافية والإيمان والسعادة وطيبة القلب..أكتب لك لأبث همي وألقي الحمل الذي يثقل صدري وظهري، وأطلب بعض الكلمات الحانية والنصائح الطيبة التي تثبتني وتبقيني على طريق الحق .. بدايةً قال تعالي: "لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم"
علاقتي بأبي غريبة منذ الصغر فبصفتي الإبن الأكبر كان يجعلني أعمل معه منذ بلغت الرابعة من العمر وكان يقسو علي ويصفعني على وجهي وربما ربط يدي خلف ظهري وأبقاني الساعات الطوال أمام زبائن المحل وأنفي يسيل ولا أستطيع مسحه، وكان يتركني في محله بعد دوام مدرستي إلى بعد العشاء، وحتى في العيد لم يكن يسمح لي بالخروج من المحل كبقية الأطفال، ولا أذكر أنه اصطحبني يوما في زيارة، ونشأت في ملابس رثة ممزقة وأحذية بالية، ثم كبرت وكبر إخواني وأخواتي، وظلت علاقتي مع أبي متوترة قاسية رغم انصياعي الكامل له وعدم مناقشته أو رد كلمته، وظللت اساعده في أعماله الزراعية المرهقة دون كلل أو ملل..
كان يعاملهم معاملة مختلفة عني، حيث يحن عليهم ويساعدهم مع شيء من القسوة، ويعاملني بإسلوب جاف مختلف ونحن من نفس الأم، وكنت أدرس وأعمل ليلا لأنفق على نفسي مما جعلني أتأخر في دراستي، ولم تكن تجمعني معه أي جلسات نصائح أو مصارحة أو حوار.
تخرجت من الجامعة وعملت، وقام والدي المقتدر ماليا ببناء بيوت جميلة لأخوتي للزواج وأسس لهم وساعدهم في تكاليف الزواج، أما أنا فسمح لي على كراهية بالإقامة في ربع شقة ضيقة منخفضة السقف ولم يساعدني لا في الزواج ولا في الأثاث وراجعته مرة ليساعدني في زواجي وهو الجبار الذي لا يسمح بالكلام معه رغم أنه لطيف خارج البيت مع الغرباء، فرد بعنف قائلا: مالي وأنا حر فيه ! فاعتمدت على الله وتزوجت من بعض ادخاري واستدانة من زملائي، ورضيت وسكت، ورزقني الله بزوجة طيبة وبأولاد وببنات طيبين جميلي الصورة متفوقين بارين، والغريب أنه لم يكن يحن عليهم أو يجاملهم، بينما يغدق حنانه على أبناء وبنات إخواني وأخواتي خاصة أمامي وأمام أطفالي.. وكان يلمّح ويرمي كلاما بأنني يجب أن أخرج من عنده وأبحث لي عن سكن آخر، وفعلا بعد أن كبرت عائلتي وصار الوضع لا يطاق خرجت واستأجرت وكان هذا على حساب مصروف أبنائي وبناتي وزوجتي.
صدقا لا أعرف أسباب هذه المعاملة لي من أبي وأنا البار به، وأنا الناجح في عملي والمشهور في مدينتي بحسن السيرة والسلوك منذ الصغر، وأعتبر قدوة وداعية وحافظا لكتاب الله غيبا، ولي بعض المؤلفات الأدبية..
ولقد صرح لي أبي عدة مرات بأنه يشطبني من قاموسه ولا يقيم لي أي اعتبار دون إبداء الأسباب، ويحفظ أي زلة أو كلمة لي وأنا الضابط لسلوكي ولساني ويكررها على مسامعي، ويسألني الناس لماذا يتصرف معك أبوك بهذه الطريقة فأرد ملتمسا له الأعذار، ويراجعه الناس فلا يرد عليهم..
أصارحك بأنني أحسست أحيانا بأنه يغار مني ومن عائلتي، والتقطت هذا الشعور من كلمات وزلات لسان تفوه بها، خاصة أنه على خلاف دائم مع أمي التي تقيم معه في نفس البيت، ويأكل كل من معه في البيت منفردين متباعدين.
الظلم الذي وقع علي انتقل لأبنائي وبناتي وزوجتي فمعاملتهم جافة وكأن أبي لا يمت لهم بصلة، وما أدفع من أجرة كبيرة للبيت انعكس على نوعية طعامهم وشرابهم، وأنا ما زلت أطأطئ لأبي وأقبل يده وأحن عليه، وكنت أحضر له الهدايا فيشير بطرف اصبعه دون كلام بان ألقيها في طرف الغرفة.
كبرت وكبر همي وربما قاطعني السنة والسنتين وامتنع عن الحديث معي وهاجمني عند الناس ظلما دون أن أستطيع الدفاع عن نفسي فهو أبي، ولا أدري ما هو ذنبي فارتمي على يديه باكيا والدموع تسيل من عيوني طالبا المسامحة والغفران وأنا المظلوم أنا وأطفالي الذين لا يتعرف عليهم ولا يسأل عنهم.
ما زلت ثابتا على مبادئي أعامله معاملة طيبة لطيفة وأسايره في الكلام، وفي داخلي أجد شعورا مختلفا، والدعاء له يخرج من فمي جافا غريبا، وربما انتابني شعور داخلي بالترحيب برحيله، وتأتيني هواجس بالهروب لمنطقة بعيدة اذا استلقى للموت والرحيل حتى لا يحرجني بطلب المسامحة..
أبي الآن على أبواب الثمانين وأنا الآن على أبواب الخمسين والحياة توشك أن تنتهي، وفي حلقي غصة وفي قلبي حسرة، وأشعر أن البلاء الذي امتحنني الله فيه ليس بالسهل العابر، فبر الوالدين في مثل حالتي كالجبل العالي، وأنا أغبط كل من رأيت ممن يتبادل مع أبيه كلمات الحب والرضى.
(الرد)
حقيقةً يا أخي الفاضل الكريم كنت أقرأ رسالتك وأنا أتعجب ومنبهرة بإسلوبك الرائع في الكتابة وتميزك في التعبير عما بداخلك، لأفيق من اندهاشي بعد استكمال قرائتي لها علي حقيقة تأكدت لي وهي أن معظم التجارب المؤلمة بالفعل تصنع كثيرا من الأدباء والأشخاص المميزين، وسبحان الله وكأنني بالفعل أمام أحد هؤلاء الأدباء العصاميين!
أنت يا أخي هنا لا تريد حلا لمشكلة حالية تعاني منها فأنت بالفعل اجتزت أهم المراحل البطولية في حياتك، نعم البطولية أقولها من الأعماق، فصبرت وتمسكت بثقتك في الله تعالي وتحملت الكثير في سبيل إكمال تعليمك ودراستك، ثم تزوجت وأنجبت ذرية بارة مثلك بسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله!
وإياك أن تعتقد يوما أن الله أضاع تعبك وتضحيتك وصبرك أو سوف يضيعك، لا والله يا أخي، فستجنى ثماره حتما وقد كان في صحتك وبركة رزقك وزوجتك وأولادك والبقية ستأتي خيرا إن شاء الله وتذكر كلامي دوما فهي البشرى بالخيرات
والدك سيحاسبه الله علي ظلمه وعدم العدل بينك وبين إخوتك فاترك حسابه لله، وسامحه وادعو له، فرغم كل ما حدث فهو والدك وهو من قام بتربيتك مهما كان أسلوبه، وربما لو تربيت يتيما لكانت حياتك أسوء وليس بها أى نجاح وربما تحملت أنت بدلا منه أعباء تربية اخوتك، وقتها لما كنت حرمتهم من شىء وكنت حنما ستفضلهم عنك أيضا..
إستمر أيها الفاضل الكريم في برك لوالدك مهما حدث منه، فلن تبلغ قسوته حاليا مثل ما مررت به معه، وهو الآن رجل مسن ووالله تعالي أعلي وأعلم ربما لم يعيش قدر ما عاش من عمر، فأتمم برك وصبرك معه..
ثم اجعل من تجربتك مع والدك درسا عظيما تطبقه مع أبنائك، وأنت تضع يديك علي نقاط التقصير والمعاناة فلا تكررها معهم، وتحاول أن تعوضهم ما حرمت منه وما انتابك من نقصان من خلال معاملة والدك..
أخي أعترف لك أيضا أنك لست بحاجة لأن أذكرك بأيات الله في الصبر وبر الوالدين والفوز الكبير لك من الله تعالي إن شاء الله.. فأنا علي ثقة من أنك علي علم كبير بها بل وإتقان ما شاء الله!
بل أنك الأن بالنسبة لي ولقرائي الأفاضل مثالا وقدوة حسنة بل ورائعة لأبعد الحدود، فمن خلال قصتك علمتنا الكثير وأثرت في أنا شخصيا تأثيرا إيجابيا بالغاً.. ويشرفنى أنك من قرائي الأبرار وإخوانى في الله..وأعتقد أخي أنك لن تغبط أحدا بعد اليوم بل الجميع سوف يغبطونك ..أدام الله عليك نعمة الصبر والفلاح لك ولأبنائك، ورزقنا ما رزقت به من حلم وإنصاف من الله تعالي.
.................................................................................
للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
...............................................................................
تنويه للقراء:
لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى.
...................................................................
تذكرة للقراء:
السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى..
على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.