أكتب إليكم سيدي المرشد العام للإخوان المسلمين نيابة عن كثير من الشعب السوري الذي صُدم ولا يزال يصدم صباح مساء من الموقف اللامبالي لجماعة الإخوان المسلمين إزاء الأحداث العاصفة والخطيرة التي تحدث على أرض الشآم منذ ثلاثة أشهر، فطوال تلك الأشهر الثلاثة لم نسمع لكم سوى بيانا يتيما قارب أن يساوي بين الجلاد والضحية وبين المعتدي والمعتدى عليه، وبين المجرم الذي ورث الإجرام وبين شعب أعزل ذنبه أنه خرج إلى الشارع بعد حكم دام أربعة عقود ورثها الابن عن أبيه، شعب خرج يطالب بالحرية فجوبه كما شاهدتم وأتمنى أن تكونوا قد شاهدتم ذلك على شاشات الفضائيات وطالعتموه في أخبار الوكالات التي أقضت مضاجع كل حر، وجعلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تنطق باسم حمزة محمد الدرة الخطيب الثاني، والفارق يا سيدي بين حمزة وبين محمد أن الثاني سقط شهيدا في حضن والده أما الآخر فقد عُذب أشد التعذيب بطريقة لم نسمع أو نقرأ عنها، وبعيدا عن أهله وأبيه وأمه استشهد رحمه الله .. أكتب إليكم يا سيدي وقلوب السوريين تتفطر إزاء هذه الملهاة التي يعيشونها سيما هذه اللامبالاة التي يقابلهم بها أهلهم وإخوانهم مثل جماعة الإخوان المسلمين وشقيقاتها، ويبحثون عن جواب لا يجدونه إلا إذا اقتنتعتم بآلة الكذب التي يضخها الإعلام السوري الذي يصفه أدنى شخص في سورية بأنه إعلام مسيلمة الكذاب .. أما سمعتم يا سيدي ما حصل في درعا، أما سمعتم عن شواء اللحم البشري، وجلوس نيرون دمشق وهو يمحلق في عيون دمشق ومدن سورية التي أقضت مضجعه، ويحدثنا عن تحريره الجولان الذي لم يتفطن إليه إلا يوما في الدهر كله وهو الذي سلمه وباعه أتذكر هنا يا سيدي ما قاله محمد درويش يجب إسقاط الأنظمة .... يجب محاكمة الأنظمة ...يجب الذي يجب ... في كل مئذنة حاو ومغتصب يدعو لأندلس إن حوصرت حلب. وها هو بشار الأسد وزمرته يعدوننا بتحرير الجولان بآخر فلسطيني وهم يحاصرون مدننا وقرانا في سورية الجريحة ليعيدوا بذلك ملهاة ومرثاة الثمانينيات ..ويذكرني ذلك أيضا بأبيات رائعة تصدح في وجه النظام السوري للشاعر المذكور محمد درويش .. يا دامع العينين والكفين إن الليل زائل ... فلا غرف التحقيق باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل ... وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل ستظل سورية شامخة بأبنائها، وستظل شامخة بدعاتها، وستظل شامخة بشعبها، وقدرها أن تكون ممانعة ومقاومة، ولم يأت ذلك على أيدي آل أسد.. إنما هو قدرنا يا سيدي منذ الشهيد عز الدين القسام ابن جبلة المحاصرة اليوم على يد من يدعون المقاومة والممانعة، ومقاومة أيضا بابن حمص البار أول مراقب عام للإخوان المسلمين مصطفى السباعي رحمه الله الذي قاتل في فلسطين وروى وإخوانه ثراها بدمائهم الزكية وعلى الدرب سار أيضا فوزي القاوقجي وآخرين .. سورية تستصرخ الجميع اليوم، حتى يكون لنا عين ويكون لنا مبرر أن ندعم إخوانا لنا في هذا العالم مستقبلا وإلا فسيصرخ الجميع من التيارات الأخرى المعادية في وجهنا أين كان أحبابكم وإخوانكم في يوم استقلالكم الثاني، لا تتركونا لوحدنا، وما فات كفى وكفى من تجاهل ووقف إلى جانب الجلاد، والصمت أشد إيلاما، والتجاهل شر من النسيان ..