قالت صحيفة "ذا إيكونوميست" البريطانية، إن تضييق الخناق على المساجد يعد جزء من عملية توسيع للمجتمع كي يصبح مدنياً باستخدام قوانين جديدة قاسية لكن محاولة السيسي للسيطرة على المجال الديني في البلاد تجاوزت أي رئيس سابق". ولفتت إلى إنه" قبل شهرين فوجئ المصلون بمسجد الرحمن الصغير الكائن بمنطقة عين شمس شرق القاهرة بإغلاقه حتى وقت صلاة يوم الجمعة، وقيل لهم من الآن فصاعدا عليكم التوجه إلى أحد المساجد الرئيسية في المدينة لأداء الصلاة، وبعد فترة وجيزة تم إضافة قيد آخر عندما قيل أن هناك مجموعات تتناقش حول الدين الإسلامي". وأشارت إلى إن" العديد من أماكن العبادة الصغيرة تقرر تعيين أئمة خاصة لها، رغم إن غالبيتها تملكها وتسيطر عليها عائلات أو مجموعات سلفية ثرية، وقيل أنه تم وقف نشاطها من قبل حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي". وأردفت إن" المسؤولون برروا تلك الخطوات بأن هدفها تضييق الخناق على التطرف الذي يشكل قلقاً قائماً في المنطقة، لكن الحملة تحمل نفحة قوية من الانتهازية السياسية، فهي بكل صراحة تضرب بالقوانين المتعلقة بالمساجد عرض الحائط". ونقلت الصحيفة عن عمرو عزت الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، القول " الخطب ضد الشيعة على سبيل المثال لازالت مستمرة دون رادع من قبل الحكومة التي تريد السيطرة على المساجد لأنها أماكن تجمع، بينما يعتقد محمد علي "طبيب يبلغ من العمر 26 عاماً ويتردد على مسجد الرحمن" لا تريد الحكومة أن تترك أي مساحة للمعارضة". ورأت الصحيفة إنه" غالباً ما يتعهد رجال الدين من جميع الأديان بمنح الولاء للحكام العلمانيين مقابل البقاء، حيث يحاول الحكام دعم السلطات الدينية لتعزيز شرعيتها، وكان الأزهر نفسه مؤسسة شيعية عندما تأسس في القرن العاشر الفاطمي قبل أن يغلق ويعاد فتحه من قبل حكام السنة، وقد حاول الرؤساء السابقين في مصر أيضاً السيطرة على الإسلام سعياً وراء أهدافها الخاصة، على اعتبار أن وحدة السكان المتدينين أصحاب الأغلبية السنية يعد مفتاح الاستقرار لكن المساجد الصغيرة عادة ما كانت تترك كي لا تثير الغضب". وأضافت إن" الحملة الحديثة ليست موجهة فقط ضد جماعة الإخوان بل للسلفيين رغم إن كثير منهم دعموا الانقلاب ضد الإخوان وتركوها وحدها حتى الآن، حيث تم حظر الداعي ياسر برهامى نائب رئيس مسجد الدعوة السلفية بالإسكندرية من إلقاء الخطب لعدم دراسته في الأزهر، وهو شكل قيداً على الأنشطة السلفية مثل دعوة الآخرين للانضمام الإسلام، والاعتكاف في المساجد خلال العشر الأواخر من رمضان". ورأت الصحيفة أن "بعض السلفيين الذين لا يميلون إلى معارضة الحكومة علناً في حالة تذمر لكن معظم يلتزم بالقيود، بينما ترى جماعات حقوق الإنسان أن ما يحدث يشكل قلقاً من القيود الجديدة، ما يقتل فكرة الحرية الدينية لدي المصريين الذين لم يعتادوا ممارسة الشعائر بموافقة من قبل السلطات".