قال قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية، إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قدم لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأربعاء، 5 أفكار كان قد عرضها على القيادة المصرية في وقت سابق لتضاف إلى مبادرتها لوقف إطلاق النار. وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني، واصل أبو يوسف، في تصريحات إلى وكالة "الأناضول"، أن الأفكار الخمس تتمثل في "وقف إطلاق نار متبادل لمدة خمسة أيام يتبعها مباحثات للتوقيع على اتفاق تهدئة، وإنهاء حصار قطاع غزة وفتح المعابر، والسماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، وإلغاء الشريط الحدودي العازل، وإطلاق سراح الأسرى الذين أفرج عنهم ضمن صفقة (الجندي الإسرائيلي جلعاد)شاليط (عام 2011) وأعيد اعتقالهم". ومضى قائلا إن الرئيس الفلسطيني لم يقدم مبادرة جديدة، وإنما قدم أفكار تضاف إلى المبادرة المصرية التي تعدها القيادة الفلسطينية أساسية. وتابع أن عباس ناقش الأفكار مع القيادة المصرية ومع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، خلال لقائهما في قطر، الاثنين الماضي، حيث لم يبد مشعل أي اعتراض عليها. وأضاف أبويوسف أن "كيري وعد بحمل هذه الأفكار إلى الجانب الإسرائيلي ومناقشتها مع القيادة المصرية الليلة". من جانبه، قال جاريد كابلان، المتحدث الرسمي الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة ستقوم بالبناء على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأضاف: "نحن نؤيد المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وهذا هو الجهد الذي سيبني عليه الوزير جون كيري لنرى إن كنا نستطيع تحقيق بعض التقدم". وتابع قائلاً: "الولاياتالمتحدة ليست لديها أي اتصال مع حركة حماس في أزمة غزة الأخيرة، لكنها في الوقت نفسه تشجع من لديه نفوذ من أجل دفع حماس لقبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار". ووصل وزير الخارجية الأمريكي، صباح الأربعاء، إلى إسرائيل قادمًا من مصر ضمن جهوده للبحث عن وقف لإطلاق النار. وعقد كيري سلسلة لقاءات مكثفة في القاهرة، قبل أن يغادرها صباح اليوم، شملت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون (خلال تواجده بالقاهرة)، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي. وخلال وجوده في القاهرة، صرح كيري بأن المبادرة المصرية ستكون الإطار لأي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. من جانبه، قال الخبير السياسي، منذر سليمان، مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية (غير حكومي) في واشنطن، إن "الولاياتالمتحدة تمر بموقف محرج وتريد أن تقوم بدور فعال في جميع السياسات بالشرق الأوسط وأن سبيلها لذلك هو وقف إطلاق النار في غزة، كما أن صانع القرار الأمريكي لا يريد أن يبتعد عن المبادرة المصرية حتى وإن لم تحظى على تأييد من الطرفين".
ومضى قائلا إن صانع القرار الأمريكي "لديه استعداد للبناء على المبادرة المصرية من خلال تطوير صيغتها من وقف إطلاق النار لتشمل على أمرين أساسين هما فك حصار غزة، وإبداء المرونة في الاستجابة لحزمة من الضمانات التي تطلبها حماس ويمكن التوصل لها عبر جدول زمني محدد". وفسّر سليمان عدم قيام الولاياتالمتحدة بطرح مبادرة والاكتفاء بالبناء على المبادرة المصرية بقوله "الإدارة الأمريكية في مرحلة تراجع ولا تستطيع أن تقود من الأمام وعاجزة عن لعب دور قيادي بمفردها لاعتبارين هما: انسداد أفق الحملة العسكرية الإسرائيلية في عدم التوصل إلى نتيجة، وكذلك سقوط مئات الأبرياء من المدنيين". وطرحت مصر الأسبوع الماضي، مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة، نصت على وقف "الأعمال العدائية" بين إسرائيل وفصائل فلسطينية وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض. وهي المبادرة التي رفضها حركة "حماس" لأنها "لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية"، فيما قال مصدر مقرب من حماس في تصريحات سابقة إن "فصائل المقاومة الفلسطينية قدّمت ورقة بمطالبها لقطر وتركيا وجامعة الدول العربية"، ومن أبرز هذه المطالب رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر وإطلاق سراح معتقلين لدى إسرائيل. وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن فلسطينية، يشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، حربًا ضد القطاع، يطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، في استشهاد 678 فلسطينيا وإصابة 4300 آخرين بجراح، بحسب مصادر فلسطينية. في المقابل، قتل 32 عسكريا إسرائيليًا ومدنيان إسرائيليان، وأصيب 435 مدنيا، معظمهم بحالات "هلع"، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، إنها قتلت 65 جنديا إسرائيليا وأسرت آخر.