باحث بمنظمة العفو الدولية: أعداد القتلى ستتزايد مع إعفاء رجال الشرطة من المساءلة القانونية الشرطة عادت لممارساتها الوحشية التي اعتادت عليها في عهد مبارك طبيب سوري سجين يضطر لنزع شظايا من رجل أقد زملائه باستخدام الملاعق البلاستكية والديتول اغتصاب وحرمان من الرعاية الطبية واكتظاظ في الزنازين وسوء معاملة
" أموت يا أبي"، كانت تلك هي آخر الكلمات التي تفوه بها أحمد إبراهيم قُبيل وفاته جراء التعذيب علي أيدي عناصر الشرطة ، بحسب وما صرح والده لمجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، مضيفًا: "لقد عذبوه ثم ألقوا به في صندوق القمامة" ، وبعد هذا الاتصال الهاتفي الذي تم في 15 من يونيو بين أحمد وعائلته، عُثر على جثمانه في مشرحة في القاهرة . وعلقت المجلة قائلة: "لقد باتتْ حالات الوفيات جراء التعذيب في السجون تقابل "باللامبالاة" من قبل المصريين بعدما كانت في السابق الشرارة الأولي لثورة 25 من يناير"، مشيرةً إلى صورة رأس الشاب السكندري خالد سعيد المُهشمة، ذلك الشاب الذي قتل على أيدي الشرطة، والذي كان مقتله الشرارة التي أشعلت التظاهرات الحاشدة التي خرجت ضد رجل الدولة القوي حسني مبارك وكان سقوطه في 11 من فبراير علامة فارقة في ثورات "الربيع العربي" التي لا تزال هزاتها الارتدادية تؤرق المنطقة. وتابعتْ أنَّه في يوليو الماضي أطاحت المؤسسة العسكرية بمحمد مرسي أول رئيس مصري منتخب وشنت حملة قمعية ضد معارضيها، وعادت الشرطة إلى ممارساتها الأكثر وحشية التي اعتادتها خلال حكم مبارك، وارتفعت حالات الوفاة في السجون مرة أخرى؛ لكن في هذه المرة لا صوت للغضب الشعبي؛ إذ يُبرر الكثيرون الحالة الأمنية القمعية بأنها ضرورية للحد من الفوضي والطائفية التي جاءت عقب الإطاحة بمرسي خاصة بعد انسحاب الشرطة من الشوارع. وأوضحتْ أنَّه منذ الإطاحة بمرسي، قُتل ما لايقل عن 80 معتقلاً وفقًا لموقع "ويكي ثورة"، ولفتت إلى حملة المُداهمات التي شنتها الحكومة منذ ذلك الحين على معارضيها، وقالتْ إن الكثير من السجناء ممن أطلق صراحهم كشفوا عن حالة الزنازين المُزرية، واكتظاظها بالمعتقلين، فضلاً عن الحرمان من الرعاية الصحية ، وسوء المعاملة. وأوضحت أنَّ الجماعات الحقوقية تخشى من تصاعد عدد الوفيات في السجون، في ظل ثقافة سوء معاملة وإهمال المساجين المتجذرة لدي الداخلية التي قلما أدخل عليها خلفاء مبارك أية إصلاحات. وقالتْ المجلة إن أحمد كان على الأقل واحدًا من أربعة رجال قتلوا داخل مركز شرطة "المطرية" شرق القاهرة خلال الثلاثة أشهر الماضية، فوفقًا لسكان المنطقة فهناك الكثير من حالات الوفاة؛ لكن هناك من العائلات من يفضل دفن موتاهم دون إثارة الضجة؛ تحاشيًا لإثارة غضب وزارة الداخلية. وأشارت المجلة إلى شيوع حفلات التعذيب، أضف علة ذلك الآن الاكتظاظ ، وروتينية الحرمان من الرعاية الطبية. وتشير التقديرات إلى أنَّه تم اعتقال ما يقرب من 41 ألف شخص منذ 3 من يوليو 2013 ، اليوم الذي تم فيه الإطاحة بمرسي، وأغلب المعتقلين تم احتجازهم داخل أقسام الشرطة، وثكنات شرطة مكافحة الشغب، والسجون الرسمية، وأكثر من 400 شخص معتقلين داخل قاعدة عسكرية في الإسماعلية. وذكرت أن أكثر من عشرة معتقلين تحدثوا إليها وصفوا أثر أوضاع السجون المُزرية على صحة المسجونين. ويتذكر كريم طه، الناشط الثوري الذي قضي فترة اعتقاله متنقلًا بين أربعة سجون علي مدي ستة أشهر هي مدة عقوبته، اكتظاظ العنابر بصورة خطيرة في كل سجن دخله يقول: "إنَّه بمجرد دخولك للزنزانة تدرك أنَّه ليس هناك موطئ قدم ليسعك على الإطلاق، فكنا نضطر للتناوب في فترات النوم ونُعلق جميع متعلقاتنا على الحائط". وتابعت القول داخل أحد الزنازين التي سُجن بها طه في معسكر لقوات الأمن المركزي بالقاهرة ، 74 سجينًا، بينما أصبحت غُرف الحبس الانفرادي تتسع لعشرة أفراد. وكشفت مجموعة من الصور تم التقاطها بواسطة "الجوال" من داخل إحدي السجون عن نوم 43 سجين في زنزانة واحدة ملتصقين ببعضهم البعض. وقال ثلاثة ممن سجنوا في نفس الزنزانة إنهم حرموا من فترة التريض المسموح بها ل 14 يومًا. وتابع طه "ليس هناك مُتنفس للهواء فهناك فتحة واحدة في باب الزنزانة اعتدنا على الجلوس بجانبها بالتناوب لتنفس الأكسجين النقي وفي بعض الأحيان كان هناك من يغشي عليه"، واستدرك "خلال تلك الفترة التي امتدت لأسبوعين، عانة أحد المعتقلين من أزمة قلبية، فهرع زملائه بالطرق علي باب الزنزانة مستغثين فلا من مجيب؛ إلاَّ بعد أربعة ساعات، وكان الرجل سيموت لاحقًا حينما تصدت شرطة مكافحة الشغب لتظاهرة للمساجين باستخدام خراطيم المياه ذات ضغط عال". وقالتْ المجلة، إنَّ جميع السجناء السابقين وصفوا افتقار العناية الطبية الروتيني . فعرض أحدُهم صورة رجل مُسن يستند إلي الحائط وثيابه البيضاء مُلطخة بالدماء بينما كان يتقيأ بسبب حالته الصحية المتدهورة قبل اعتقاله، وكيف أنَّ طبيبًا سوريًا محبوس اضُطر لنزع شظايا من قدم مسجون آخر باستخدام الملاعق البلاستيكية والديتول . ورأتْ أنَّ التعذيب هو الملمح "الأساسي" للسجون المصرية بلا منازع . ونقلت عن "منظمة العفو الدولية" وصفها تلك الممارسة بأنها "مُتفشية". وقال باحثون إنها في تصاعد منذ أبريل الماضي لأسباب غير معلومة . ومن أشهر أساليب التعذيب الصق الكهربائي ، والتعليق. ويقول معتقلون سابقون في مراكز الشرطة والسجون بإنَّ التعرض للضرب المُبرح ، والاعتداء الجنسي أمرًا مألوفًا. وأشارتْ إلى أنَّه في مايو، توفي عزت عبد الفتاح داخل قسم شرطة "المطرية" . وكشف تقرير الطب الشرعي الذي صدر الأسبوع الماضي ، عن كسر ستة أضلاع للضحية ، وجروح بالغة ، ونزيف ، وارتجاج جراء التعذيب الذي تعرض له الضحية قبل وفاته . وعلم صديق العائلة خبر وفاته بعدما سمعوا عن نقله إلى إحدى المستشفيات العامة حيث وجد جثمانها هناك . وقال ابنه "لقد تعرض للتعذيب لثلاثة أيام داخل قسم الشرطة ، وفي النهاية ، لم يخبروني حتي بنبأ وفاته". وتذَكَّر إمام فؤاد، الناشط بحركة شباب 6 أبريل، إحدى الحوادث التي وقعت في سجن وادي النطرون في مايو حيث تعرض العشرات من المعتقلين للتجريد من ملابسهم، والضرب ، ومن ثمة إجبارهم على غناء الأغاني الوطنية. وقال إنَّه شاهد إجراء فحوص شرجية قسرية للمعتقلين أمام بقية السجناء .وتُظهر لقطات فيديو من داخل أسوار السجن في مصر تعذيب المعتقلين حتي يفقدون. وتقول الجماعات الحقوقية إنَّ أعداد الوفيات في السجون ستتصاعد طالما ظلت عناصر قوات الأمن قادرة علي ممارسة وحشيتها دون عقاب مشيرةً إلي أنَّ ضابط الشرطة الوحيد الذي تم سجنه بتهمة قتل المتظاهرين خلال الاطاحة بمرسي الصيف الماضي أُسقطت عنه العقوبة في الاستئناف . وقال محمد المسيري الباحث "بمنظمة العفو الدولية" :" إنَّ ارتفاع عدد القتلي في السجون يستحضر إلي أذهانِنا الفترة المظلمة من حُكم مبارك... وستستمر تلك الممارسات الوحشية طالما ظل ضباط الشرطة لا يخضعون للمساءلة عن كل هؤلاء القتلي " وأفادت المجلة الأمريكية، أنَّه تعذر عليها الوصول إلي وزارة الخارجية للتعليق لكنها أشارت إلي اللقاء الذي نفي فيه اللواء عبد الفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية لشؤون العلاقات العامة والاعلام ، وقوع حالات تعذيب وقال بإنَّ "السجون في مصر أصبحت نوع من الفندقة" . http://www.csmonitor.com/World/Middle-East/2014/0723/Egypt-Deaths-in-police-custody-once-a-spark-for-revolt-now-met-by-shrugs Egypt: Deaths in police custody, once a spark for revolt, now met by shrugs