كتب إرميا باودن أن إدارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تواجه ما سماه انتقادات بشأن التعامل المضطرب مع محادثات وقف إطلاق النار في غزة وإخفاقها في إدماج حماس بها، وأن الأزمة تعتبر ساحة اختبار للسيسي لإظهاره كزعيم على المسرح الدولي. وفي مقال على موقع الهفنجتون بوست، قال باودن الباحث بجامعة كليرمونت إنه التقى مؤخرا مسؤولين في وزارة الدفاع المصرية كجزء من منحة بحثية، وأضاف "تم تذكيرنا بالنوازع الإرهابية للإخوان المسلمين وتوجههم العابر للقوميات نحو إقامة الخلافة.. .يضع الجيش المصري نفسه في مواجهة مباشرة لجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المتفرعة منها مثل حركة حماس". ويتابع "ساءلت نفسي كيف يمكن لمصر أن تكون وسيطا بين إسرائيل وحماس التي تعتبرها الجناح المسلح لجماعة الإخوان ... يبدو لي وكأن الجيش المصري يرى نفسه في معركة مصيرية من أجل هوية مصر". ويضيف "الاستقطاب السياسي ليس أمرا جديدا في مصر، والانتقال من رئاسة محمد مرسي المنتمي للإخوان إلى رئاسة قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي له آثار ضخمة على علاقة مصر بحماس". ويقول الكاتب "يرى الكثير من المصريين أن النزاع الحالي في غزة يعتبر ساحة اختبار للسيسي .. يجب أن يظهر فيه أنه قائد متمكن ضليع في التفاصيل الدقيقة للعلاقات الدولية، وقدرته على استمرار دور مصر التاريخي كوسيط في النزاعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من شأنها أن ترفع أو تخفض من شأن توليه الرئاسة". ويرى الكاتب أن السيسي محاصر في موقف يستدعي التوازن بين إرضاء الرأي العام – المتعاطف إلى حد كبير مع القضية الفلسطينية، وبين الالتزام بالموقف المتشدد للحكومة تجاه المنظمات الإرهابية. ويقول "لو استجاب لتنازلات تطلبها حماس، فسيقوض كل شيء بنيت عليه إدارته؛ وإذا تجاهل صرخات الشعب، فإنه يخاطر بإثارة الاضطرابات المدنية خلال الفترة الانتقالية التي هي بالفعل محفوفة عدم اليقين". ويرى الكاتب أنه على السيسي –لو كان يرغب حقا في في ان تنجح مساعيه لتقديم نفسه كزعيم على الساحة الدولية- فعليه أن يأتي بحماس لطاولة المفاوضات ويضمن أن تكون جزءا من العملية بدلا من الاعتماد على تسريب الإعلام معلومات لقادتها، وأن يقر بأن حماس لن تسمح بإهدار الدماء الفلسطينية وأن نهاية العنف لن تتم دون ترتيبات مستدامة.
