قال وزير المياه الموريتاني محمد الأمين ولد آبي إن حي سوكوجيم بوسط نواكشوط مهدد بفعل المياه الجوفية، وإن السبب ربما يعود إلى "التربة" التي يقع عليها ذلك الحي الآهل بالسكان والواقع في عمق ومركز العاصمة. وقد اضطر عدد كبير من سكان سوكوجيم إلى مغادرته بعد أن ضايقتهم المياه المنبعثة من التربة ومن تحت أساسات المنازل، والتي تؤدي من حين إلى آخر لإغلاق بعض شوارع وساحات المدينة، ثم ما تلبث بعد معالجتها أن تعود إلى الانبعاث من جديد. وكشف الوزير خلال مساءلة برلمانية أن حكومته استدعت عددا من الخبراء من هولندا –باعتبارها الأكثر خبرة عالميا بقضايا ومشاكل المدن الساحلية- وكلفتهم بإعداد دراسة فنية حول مستوى قابلية منطقة سوكوجيم للسكن مستقبلا. وأكد أنه على أساس هذه الدراسة ونتائجها ستتخذ الحكومة قرارا وصفه ب"المصيري والشفاف" حول وضعية هذا الحي ومستقبل الإسكان فيه. أحد البيوت التي هجرها سكانها بسبب المياه (الجزيرة نت) تعهدات وكان المئات من سكان الحي المغمور بالمياه قد تظاهروا مرات أمام القصر الرئاسي مطالبين بتسوية وضعيتهم، وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار جراء المياه المتسربة إلى بيوتهم. وقال هؤلاء إن الحكومة عرضت عليهم ترحيلهم ومنحهم قطعا سكنية بعيدة عن المناطق المغمورة بالمياه وصالحة للسكن البشري، مع مبلغ وصفوه بالزهيد، إلا أنهم رفضوا ذلك العرض وقالوا إنهم لن يرحلوا دون تعويض يتناسب مع ما خسروه من عقار وأموال. وقد زار الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل أسابيع الحي المنكوب، وتعهد لسكانه بالبحث عن حل سريع، وتسوية عاجلة لمأساتهم، مع تأكيده أن تسوية وضعية سوكوجيم ليست بالأمر السهل، لأن ذلك الحي يقع تحت مستوى مياه البحر. ويعيش سكان الحي أوضاعا صعبة حيث تم إغلاق مدرسة الحي منذ ثلاث سنوات، كما سدت الطرق المؤدية إلى المسجد الكبير، وقد اضطر السكان لتأجير مبان بعيدة لاستخدامها مدارس لأطفالهم بعد تعطل المدارس والمساجد. أزمة شاملة ولكن الأخطر في أزمة سوكوجيم أنها ليست حالة خاصة، فأغلب أحياء العاصمة نواكشوط مهددة بالغرق ليس فقط بفعل مياه الأمطار التي تؤدي كل عام (منذ ثلاث سنوات) إلى إغراق عدد من أحياء المدينة، وإنما –وهذا هو الأخطر- بفعل مياه المحيط الأطلسي التي تشير الدراسات والأبحاث البيئية إلى أنها ستغمر المدينة الشاطئية في سنوات قليلة. وكان ولد عبد العزيز قد ناشد المجتمع الدولي أثناء انعقاد قمة كوبنهاغن للمناخ 2009 تقديم مساعدات ضرورية لتفادي غرق العاصمة المطلة على المحيط الأطلسي، معلنا –ولأول مرة من طرف رئيس للبلاد- أن نواكشوط مهددة تهديدا جديا بالغرق بفعل وقوعها تحت مستوى سطح البحر. وبادرت الحكومة قبل ثلاث سنوات إلى اتخاذ جملة من الاحتياطات الهادفة لمنع غرق المدينة، من بينها تقوية الحاجز الرملي بين نواكشوط ومحيطها الأطلسي. وتسود حالة من الخوف والترقب بأوساط الأحياء القريبة من المحيط، مما أدى لانخفاض أسعار العقار بمجمل الأحياء الغربية القريبة من المحيط، وارتفاعها بالمقابل بالأحياء الشرقية والشمالية القريبة من الروابي والمناطق الرملية.