تضع السفيرة الأمريكيةالجديدة لدى مصر آن باترسون، إجراء حوار مع الإسلاميين "المعتدلين" في صدارة أولوياتها مع مباشرة مهام منصبها خلفا للسفيرة مارجريت سكوبي ، إضافة إلى شخصيات برز حضورها في ما عرف بائتلافات شباب الثورة ، وهو ما يعكس توجها أمريكيا للانفتاح بقوة على الأجيال الجديدة من السياسيين وأيضا على الإسلاميين، بعد أن باتوا قوة أساسية على الساحة ومرشحين للعب دور أساسي في تشكيل نظام الحكم في البلاد، بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك. ويعكس هذا التوجه رسالة شديدة الوضوح على التغيير الجذري في الإستراتيجية الأمريكية والترحيب بالصعود السياسي للإسلاميين والدخول في حوارات معهم للاستماع لأفكارهم وتصوراتهم بشأن العملية السياسية ونظام الحكم، حتى يمكن تحديد موقف نهائي تجاههم واقتراح التوصيات بشأنهم. وعلمت المصريون أن باترسون وهي إحدى الأعضاء الأكثر خبرة ضمن السلك الدبلوماسي الأمريكي قد طلبت وحتى قبل أن تبدأ مباشرة مهامها بالقاهرة من مسئولي السفارة إعداد قائمة جديدة ب "الأصدقاء" لتضم القوى الإسلامية الصاعدة وشباب الثوار، تمهيدًا لعقد سلسلة لقاءات معهم في الأسابيع الأولى من وصولها إلى القاهرة. وتسعى السفيرة الجديدة- التي تنتظر تصديق مجلس الشيوخ على تعيينها- للاطلاع على الخريطة السياسية الجديدة في مصر ما بعد الثورة، وإعادة النظر في مسألة التعاون المصري الأفريقي، لمواجهة التحديات الأمنية، ومحاولة إضفاء طابع مؤسسي على العلاقات بين البلدين. وستتبنى باترسون القلقة من تنامي دور الجماعات الأصولية في مصر برنامجا واضح المعالم يهدف لدعم التيارات الإسلامية المعتدلة، وإيجاد الأرضية لبناء علاقات أمريكية قوية مع مصر تصب في صالح الطرفين. وتسعى لاستطلاع رؤية القوى الجديدة في عديد من المسائل، ومن بينها مستقبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتعاون في محاربة الإرهاب وغيرها من القضايا ذات الصلة. من جانبه، ربط الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس بين دخول السفيرة الأمريكيةالجديدة في حوار مع الإسلاميين وموجة القلق التي تنتاب المسئولين الأمريكيين تجاه التطورات في مصر، بعد أن شكلت الإطاحة بمبارك مفاجأة لواشنطن. وقال ل "المصريون"، إن الولاياتالمتحدة لهذا السبب تريد استطلاع رأي القوى الصاعدة في مصر، متمثلة في مختلف فصائل التيار الإسلامي حول سبل تعاطيها مع القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشار إلى أن واشنطن تريد التفاهم مع هذه القوي لضمان الحفاظ على مصالحها وعدم تهديد الاستقرار الهش بالمنطقة. يشار إلى أن باترسون عملت سفيرة لدى باكستان بين يوليو 2007 وأكتوبر 2010، في مرحلة أساسية من العلاقة الثنائية الصعبة ولكن الضرورية بحسب واشنطن مع باكستان. وخلال مسيرتها الدبلوماسية المميزة، شغلت باترسون منصب نائبة السفير الأمريكي بالأمم المتحدة والمسئولة عن ملف التهريب الدولي للمخدرات بوزارة الخارجية الأمريكية والسفيرة الأمريكية في كل من كولومبيا والسلفادور.