أعتذر بشدة للأخ على بابا والأربعين حرامي "بتوعه" وبالمرة للست مرجانة، فقد ظلمتهم ظلما بيناً حين اعتقدت انهم مجرمون و"شيوخ منصر" ثم اكتشفت أنهم كانوا هواة في دنيا اللصوص والفاسدين ! فعلي بابا لم يكن مسئولا كبيرا او وزيرا او رجل اعمال، وانما كان حطابا فقيرا يعيش في بغداد، وذات يوم وجد نفسه امام مغارة الاربعين حرامي، وعرف بالصدفة كلمة السر التي تفتح المغارة،(الباسوورد بعيد عنك)، وفي (ساعة شيطان) استولي على ما في المغارة من مسروقات! لم يكن علي بابا "روبين هود" العرب، ولم يستخدم المسروقات في رعاية الايتام وابناء السبيل، ولم يفكر في اعادتها لاصحابها الاصليين في لحظة ندم ، بل احتفظ بها لنفسه مما جعله يتحول هو الآخر الى لص، ويبدو انه استشار زوجته الست مرجانة فشجعته على ذلك ،حتى يعيشا حياة المهراجات والإكسلانسات! ولأن الدنيا كما نعرف مليئة بأولاد الحرام، فقد لاحظ جار على بابا أعراض الثراء المفاجيء التي ظهرت عليه هو وزوجته، فاشتعلت النار في قلبه وفي رواية أخرى في كبده،(واضح ان الحقد مشكلة قديمة جدا) فأبلغ على الفور الاربعين حرامي فقرروا قتل على بابا واستعادة المسروقات حفاظا على سمعة العصابة وكرامتها! وهكذا ارسل الحرامية أحد صبيانهم (ويقال انه كان سكرتير العصابة) لوضع "علامة اكس" على منزل علي بابا، تمهيدا لاقتحامه ليلا وتنفيذ العملية (واضح طبعا أن العصابة كان نظرها ضعيفا)، لكن الست مرجانة تنبهت للمؤامرة (ناصحة زي جوزها) فوضعت "العلامة" على منزل الجار الشرير! وتروي الأسطورة ان الاربعين حرامي اقتحموا منزل الجار وقتلوه بدلا من على بابا،(مؤكد أنها عصابة خايبة ونص كم او ان الدنيا كانت ضلمة)، وهكذا جاءت الشرطة (كما في اي فيلم هندي) واقتادت الحرامية الى السجن، وبعد محاكمة عاجلة تم اعدامهم بحد السيف! لا احد يعرف بالضبط ما جرى بعدها للأخ علي بابا والست مرجانة،(الشائعات تقول انهما سافرا الى سويسرا وجزر الباهاما)، لكن الحدوتة تقول انهما عاشا في تبات ونبات وأنجبا صبيانا وبنات، ولم تحاول اي جهة رسمية استعادة المسروقات اكتفاء بما جرى للاربعين حرامي! باختصار تؤكد الأسطورة إن أي كحيان او جربوع يستطيع أن يصبح مليونيرا أو بليونيرا كالأخ علي بابا، بشرط ان يخبط احدي المغارات، ثم لا يفكر في إعادة المسروقات في لحظة ندم، (فاللصوص لا يفكرون ولا يندمون ) وهكذا يعيش في تبات ونبات هو وزوجته واولاده واحفاده، بل وينجو من كل المؤامرات ! ولعل هذا ماحدث عندنا مؤخرا وفي بلدان كثيرة مع اختلاف في التفاصيل، فالاخ علي بابا "بتاع اليومين دول" لم يسرق الاربعين حرامي وانما كان شريكا لهم هو والست مرجانة في كل العمليات،(بالاكراه طبعا وتلقيح الجتت والبلطجة واحيانا الابتزاز)، لكن يقال والعهدة على الراوي ان نظام (الفيفتي فيفتي) أراح الجميع! أما الاربعين حرامي بتوع اليومين دول فقد سرقوا مليارات تسد عين الشمس (من جيوبنا كلنا طبعا)، لكنهم لم يخفوها في مغارة واحدة، وإنما أخفوها في مغارات كثيرة (بنوك وبورصات واصول عقارية وحسابات سرية)في الداخل والخارج، ولم يبوحوا بكلمة السر لجنس مخلوق! وحين سقط هؤلاء في يد العدالة كان من الصعب محاكمتهم فورا، فالادلة ضعيفة او هزيلة او عندها أنيميا، ولا امل بغير الاعتراف او تضارب الاقوال وشهادة الشهود، وهكذا تم إيداعهم الحبس الاحتياطي تمهيدا لمعركة قانونية طويلة ربما تنتهي بالتصالح وخروج معظمهم كالشعرة من العجين! أما الأخ على بابا والست مرجانة فمن الواضح انهما يخططان للافلات من العقاب بالتمارض وادعاء المرض والمسكنة وبوس الايدين والرجلين وتسديد بعض الغرامات، وحسب قارئة الكف فان طريقهما لا يبدو مسدودا، وسيعيشان في تبات ونبات، وربما ينجبان لنا في المستقبل صبيانا وبنات! وتوتة توتة خلصت الحدوتة!