فى هذه الأيام المباركة بنفحاتها الطيبة العطرة واليقين القوى من ثقتنا بالله باستجابة الدعاء.. فجميعنا يدعو لكل مبتلى وكل مريض.. واللهم لا اعتراض فإن أغلب المستشفيات تكتظ بأعداد كبيرة من المرضى والمصابين..فاللهم اشف جميع مرضانا ومرضى المسلمين شفاءً لا يغادر سقمًا.. ولكن الملفت للانتباه ومثيراً للدهشة هى تلك الحملات الإعلانية المكثفة جدًا خلال شهر رمضان والكثيرة أيضًا فى غير رمضان للحث والتشجيع على التبرع لمستشفى واحد فقط، ألا وهو مستشفى 57357 ذلك المشفى الذي لم نعرف له اسمًا معلومًا غير رقم الحساب البنكي للتبرع عليه، بالإضافة إلى التوصيف التخصصي للمرض وهو سرطان الأطفال عافانا الله وإياكم وعافى أطفالنا جميعا والحق أن هذا المرض يحتاج بالفعل لأبحاث علمية كثيرة وأنواع مكلفة من العلاج ورعاية كبيرة وخاصة.. ولكن هذا حال معظم الأمراض التي يعانى منها المصريون كبارا وصغارا، فهي أيضًا تحتاج منا للتبرع وكثير من الاهتمام والرعاية بالمرضى الذين يعانون منها وخاصة الفقراء منهم.. ولكننا لا نجد منافسًا لهذا المستشفى بالتحديد فى الكم الهائل من الدعاية والتبرعات غير مستشفى أصدقاء معهد القلب د. مجدى يعقوب، والذى لا يضاهيها أيضًا فى كم الدعاية وكيفها، وأرى أن ذلك المستشفى قد نال قدرًا غير عادى من الاهتمام والتبرعات التى تكفى للإنفاق على باقي المستشفيات الأخرى المتخصصة في نوعية الأمراض المختلفة كمعهد السكر ومعهد أورام الكبار والكلى والرمد وأطفال أبو الريش ومستشفيات الجامعات وغيرها الكثير من المستشفيات العامة التي يعانى فيها المرضى الفقراء من الإهمال أكثر من معاناة المرض نفسه.. تبرعات المواطنين ورجال الأعمال الكبار ومشاركات الفنانين والشخصيات العامة فى جميع الحفلات الخاصة ب57357 أصبحت ومن قبل إنشائها لها دور فعال بقوة فى دعم هذا المستشفى وهذا بالفعل رائع وجميل، ولكن لماذا هي بالتحديد؟ وما السر وراء دعمها دومًا بهذا الشكل ؟! في حين أن ما سبق وذكرت من أسماء مستشفيات وغيرها الكثير والكثير على مستوى الجمهورية لهم بحاجة لمثل ذلك الدعم والرعاية والاهتمام والتبرعات.. نسأل الله أن يشفى جميع المرضى وألا يحوجهم إلى العلاج ولا إلى إجراء العمليات الجراحية وألطف بنا وارحمنا برحمتك يا الله يا أرحم الراحمين.