... والتي أدت إلى إختلاط بعض المفاهيم .. ومنها قطعا الفارق بين الدفاع عن النفس والبلطجة ، حيث يفصل بينهما خيط رفيع جداً .. لكن السؤال كيف يحمي المواطن نفسه في ظل هذا التوتر والتحفز من قبل قلة مشاغبة ، تريد لمصر العودة الى أيام ما قبل التاريخ ، حيث مبدأ قانون الغاب هو الذي يحكم . والقصص المتواترة عن البلطجية وترويعهم للآمنين كثيرة جداً ، فقد حكى لي أحد الثقات عن ضابط شرطة كان يسير بسيارته بصحبة أسرته ، وفجأة انقض عليهم مجموعة من البلطجية وخيروه ما بين زوجته وأطفاله – وهم لا يعلمون أنه ضابط شرطة – فاختار أولاده الصغار وما أن هموا لخطف زوجته حتى فاجأهم باطلاق الرصاص من مسدسه الميري وقدر الله له ولأسرته النجاة ؛ فلاذوا بالفرار تاركين زوجته وأولاده – حفظهم الله - . وقصص آخرى جاءت في جميع الصحف ، تحكي قيام البلطجية بترويع الآمنين ، واليكم بعض العناوين ( المانشيتات ) : • 5 مسلحين يقطعون الطريق على سيارة ويطلقون النار على سائقها . • قيام 600 بلطجي باعمال قتل ونهب بالعباسية . • عشرات البلطجية يهاجمون 3 مدارس بالإسكندرية ويحاولون خطف الطالبات . • عاود 50 بلطجياً مهاجمة قرية برج مغيزل للانتقام من بعض تجار المخدرات هناك، وتبين أن البلطجية يطلقون الأعيرة النارية فى الشوارع لإثارة الذعر . • بلطجي يرش شاب بماء النار ويعتدي عليه بسنجه . • بلطجي يقتل شاب في حدائق القبة ، لخلافات الجيرة . • بلطجي يقتل شخص في الاسكندرية أمام الجميع . وغيرها الكثير ... والكثير !!!!!!!!!! وعلى الرغم من شيوع تلك الأعمال البلطجية ، لكننا لم نكن نسمع عنها أيام النظام البائد ، على الأقل تلك الأعمال تحدث حالياً من بلطجية أما في السابق فقد كانت تحدث من رجال الأمن ، وأعضاء الحزب الوطني – المنحل - ، والسبب طبعا معلوم للجميع لقد كان الإعلام المصري بالكامل الحكومي ومنه والخاص تحت قبضة النظام ، لا يذيع أو ينشر الا ما يريده هو فقط ، وما يصب في مصلحته ، وبغض النظر عن جدوى إذاعة تلك الأخبار من عدمه . إلا أن الإعلام الحالي بهيئته الفاسدة ، مازال مصراً على أن يروج لكل ما من شأنه أن يحدث بلبلة وفوضى ، ويشعر المواطنين بعدم الأمان من خلال اذاعة وتكرار حالات الإنفلات الأمني . من رأيي أن تستعين الشرطة برجال ثقات من شباب مصر ( لجان أمن شعبية ) يقوم بترشيحهم مدراء الأمن ومأموري المراكز والأقسام وضباط النقط ، وعمد القرى ، ليحلوا مؤقتاً محل رجال الأمن ، أو إن شئت الدقة لمساندة رجال الأمن في عملهم ؛ إلى أن ينتهي الوضع الحالي ، ويكون هذا الإختيار مقصوراً على من يثبت سلامة سيرتهم وحسن أخلاقهم ، وخلو صحائفهم الجنائية من أي سوابق تذكر . ليس هذا فحسب بل المطلوب أيضاً من الإعلام المصري توعية المواطنين ، وبث الثقة بينهم، وعدم تهويل الأمور ، والعمل على عودة الأمان بين جموع الشعب . إنني أخشى أن يضيع مستقبل شاب بالقتل أو بالسجن نظير قيامه بالدفاع عن نفسه أو ذويه أو ماله ... ساعتها يمكن أن القول أن الثورة المضادة قد نجحت ... لاقدر الله .... م.هلال حسن حلبي الشركة السعودية للكهرباء - الخبر المملكة العربية السعودية