فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح البري بشكل دائم، للمرة الأولى منذ أن سيطرت حركة "حماس" على السلطة في قطاع غزة في يونيو 2007، وقد استمر العمل في المعبر خلال الفترة من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً. وصرح مصدر أمنى مصري رفيع، أن السلطات المصرية فتحت معبر رفح بدءًا من أمس السبت وفقًا للآلية جديدة سوف يتم إتباعها في فتح المعبر، وفقًا للاتفاق الذي تم بين مصر والمسئولين الفلسطينيين في حركتي "فتح" و"حماس" تشجيعًا على المضي قدما في توقيع المصالحة بين الطرفين وذلك برعاية مصرية. وكانت حكومة "حماس" هددت بغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني تعبيرًا عن غضبها من المضايقات الأمنية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الجانب المصري من المعبر، لكن جرى التوصل لاتفاق بفتح دائم للمعبر عبر اتصالات مكثفة بين المسئولين المصريين والمسئولين بالحكومة الفلسطينية. وبموجب الاتفاق، سيتم فتح معبر رفح بشكل دائم ويوميًا بدون توقف ماعدا في يوم عطلة الجمعة فقط الرسمية والدينية بجميع الدول العربية والإسلامية مع إلغاء عطلة يوم السبت، وكذلك عبور جميع السيدات والأطفال والرجال فوق الأربعين وتحت الثامنة عشر من الفلسطينيين بدون أي تأشيرة دخول مسبقة، وكذلك السماح بعبور الفلسطينيين من المرضى الذين يحملون تحويلات مرضية والطلاب والحجاج والمعتمرين، على أن يستمر فتح المعبر يوميًا لمدة 8 ساعات تبدأ في التاسعة صباحا وتنتهي في الخامسة مساء. وكانت السلطات المصرية رفعت حالة الطوارئ الطبية داخل وخارج المعبر من خلال لجان طبية، تقوم إحدى هذه اللجان بمهمة فرز الحالات المرضية الفلسطينية القادمة إلى الجانب المصري للعلاج في المستشفيات المصرية، أما الثانية - وكما يقول الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء- تقوم بالكشف على جميع الفلسطينيين القادمين إلى مصر من قطاع غزة، كما وفرت مديرية الصحة عدد من سيارات الإسعاف لخدمة الفلسطينيين العابرين من المعبر. وحظي القرار بترحيب الفلسطينيين في أول يوم لفتح المعبر بشكل دائم، وقال أحمد علي عياش القادم للعلاج في مصر إنه يشكر مصر حكومة وشعبا على المجهودات الكبيرة التي تقوم بها من أجل خدمة الشعب الفلسطيني، واعتبر هذا القرار يؤكد أن مصر قلب الأمة العربية النابض وسوف نعمل جاهدين على أن تكون مصر هي الامتداد الرئيسي للشعب الفلسطيني ولن نستغنى عنها مهما كلفنا ذلك. وقال سامي أبو كيلة من سكان خان يونس وهو مغادر من مصر إلى قطاع غزة "نتمنى من الأشقاء المصريين أن يكملوا جميلهم بفتح المعبر أمام دخول البضائع المصرية، فقطاع غزة يعانى نقصا كبيرا في كافة السلع الغذائية والمنتجات التي يعيش عليها المواطن الفلسطيني، باعتبار أن معبر رفح فلسطيني مصري". في غضون ذلك، علمت "المصريون" أن جهازا سياديا مصريا يعيد غربلة عدد من القوائم السوداء لجهاز مباحث أمن الدولة المنحل والذي يحظر على مئات الفلسطينيين دخول الأراضي المصرية. وأفادت المصادر أن هذه القوائم كانت تضم أعضاء بارزين في الأذرعة العسكرية لحركات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"فتح"، باعتبارهم يشكلون "خطرا على الأمن القومي لمصر"، ومن المقرر أن ترفع أغلب هذه الأسماء من القوائم لاسيما بعد تعاطي أغلب الفصائل الفلسطينية بشكل إيجابي مع الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتعهدها للقاهرة بعدم نيتها الإضرار بأمن مصر القومي. وأشارت المصادر إلى وجود مشاورات مكثفة بين مصرية وفلسطينية من أجل تسريع الإشراف على الجانب الفلسطيني من الحدود على أن يتولى هذه المهمة جهاز أمني يكون ذا طابع وطني فلسطينيي وليس خاضعًا لأحد الفصائل. وأكد إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ل "المصريون" أن الأجواء الايجابية التي رافقت توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية قد تفتح الباب لإجراء تعديل جذري على القوائم السوداء الخاصة بمواطني قطاع غزة الذي كان محظورا في السابق اجتيازهم لمعبر رفح وصولهم الأراضي المصرية. وقال إنه على ضوء هذا التوجه سيتم شطب أسماء فلسطينية بارزة من هذه القوائم كان يعتبرها النظام المصري المخلوع خطرا عليه وهو الأمر الذي تغير بعد نجاح الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك.