سخرت حركة "6 إبريل" من قرار تأجيل علاج مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي و"فيروس سي والإيدز" بالاختراع الذي أعلنته القوات المسلحة، مطالبة بضرورة تقديم اعتذار رسمي للشعب المصري وملايين المرضي، الذين تم خداعهم طيلة هذه المدة على أمل العلاج. وهاجم محمد كمال، عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل، الحكومة الحالية والقوات المسلحة، واتهمهما ب "المتاجرة بمشاعر ملايين المرضى المصريين الذين عاشوا على أمل العلاج في اليوم الذي حددته القوات المسلحة للعلاج وهو 30 يونيو". وعلق على قرار تأجيل العلاج بالاختراع المثير للجدل لمدة 6 أشهر أخرى بأنه "وسيلة أخرى للمماطلة والسخرية من المصريين"، معبرًا بسخرية: "الكفتة حمضت وانكشفت القوات المسلحة على حقيقتها". وطالب كمال، القوات المسلحة، ب "ضرورة الاعتذار الصريح للشعب المصري وملايين المرضى على الكذب الصريح والوهم الذي أعاشوا فيه المصريين على أمل العلاج طيلة هذه المدة". من جانبه، استنكر رامي السيد، مسئول العمل الجماهيري لحركة "6 إبريل"، وعضو "جبهة طريق الثورة"، تأجيل مدة علاج 6 أشهر أخرى، قائلاً: "لا توجد دولة محترمة فى العالم تتاجر بأحلام شعوبها كالدولة المصرية". وأوضح ل"المصريون" أن الخطوات القادمة ستتمثل فى تقديم بلاغات للنائب العام من القوى الثورية ردًا على التلاعب والضحك على عقول المصريين بهذا الاختراع الذي لا أساس له من الصحة، ومطالبة القوات المسلحة بالاعتذار الرسمي للشعب المصري، مؤكدًا أن فكرة الحشد لم تعد لها قيمة بعد كشف كذب القوات المسلحة. وكانت هيئة الخدمات الطبية بالجيش المصري أعلنت في مؤتمر صحفي، ظهر اليوم، تأجيل استقبال المرضى الراغبين في تلقي العلاج بالجهازين، التي تقول إنهما يكتشفان ويعالجان فيروسي "سي (الالتهاب الكبدي الوبائي) والإيدز (نقص المناعة المكتسبة)، لمدة 6 أشهر، لحين إجراء التجارب على عينة أوسع من المرضى. وأثيرت شكوك واسعة بشأن نجاعة الجهازين العلاجية مع بداية الإعلان عنهما قبل شهور، ما دفع الفريق الطبي القائم على تجربتهما إلى تحديد موعد 30 يونيو الجاري، كحد أقصى لاستقبال المرضى الراغبين في العلاج. وقال اللواء طبيب، جمال الصيرفي، مدير إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة، في في المؤتمر الصحفي: "تم تشكيل لجنة تضم أعضاء الفريق البحثى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهيئة الرقابة المالية والإشعاعية، وإدارة الحرب الكيمائية، وأساتذة الجامعات، والقائمين على الاختراع من قادة القوات المسلحة؛ لدراسة أنسب أسلوب علمى لتطبيق علاج فيروسى سي والإيدز ، بجهازي (سي فاست) و(كومبليت كيور) مع مراعاة معايير البحث العلمى الدولية". وأضاف: "بناءً على ذلك قررت الإدارة العلمية تطبيق العلاج بعد 6 أشهر عقب انتهاء مرحلة اختبار الجهاز والأقراص العلاجية المكملة على عينة أكبر من المرضى، مع عمل دراسات للأجهزة الضوئية بواسطة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية؛ لضمان عدم حدوث أى إشعاعات قد تعرض المريض لأى أضرار". من جانبه، قال أحمد مؤنس، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب بجامعة عين شمس بالقاهرة وأحد أفراد فريق البحث لجهاز فيروس سي، في المؤتمر نفسه، إن "الاختراع شارك فيه أساتذة من الخدمات الطبية وضباط من الهيئة الهندسية في تصميمه طوال 22 عامًا، حتى توصلوا إلى النتيجة النهائية". وأوضح مؤنس أن "طريقة العلاج ستكون عبارة عن تناول قرص واحد يوميًا لمدة 10 أيام، يجلس بعدها المريض على جهاز لسحب الدم، ويقوم الجهاز بتنقية الدم وإعادته إلى جسم المريض نقيًا خاليًا من الفيروس، ساعة يوميًا لمدة 16 يوم". ومضى قائلاً: "خلال مرحلة الاختبارات كانت معدلات نسبة الشفاء بين الذكور أعلى من الإناث"، مضيفا أن "الاختبارات أوضحت عدم قدرة الجهاز على علاج الحالات التي تعانى من تليف الكبد في المراحل المتقدمة من المرض؛ لأن فاعلية الجهاز مرتبطة باكتشاف المرض في مراحله الأولى". ولفت إلى أن الهيئة الهندسية ستتولى الشق الفني المتعلق بتصنيع أجهزة العلاج الخاصة بالمرض، وستتولى إدارة الخدمات الطبية العلاج بالجهاز، ومتابعة الحالات التي تخضع للعلاج به. وأضاف مؤنس أن "العلاج الوحيد المضمون لفيروس (سي)، موجود في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتكلفته 86 ألف دولار، وهو عبارة عن أقراص، سعر القرص 1000 دولار، ما يؤكد أن العلاج مكلف للمصريين، فلذلك عكفت القوات المسلحة على التجارب العلمية لمدة 22 عاما حتى تم التوصل إلى جهازي اكتشاف وعلاج فيروسي سي والإيدز".